فقدت معظم البرامج الرياضية الفضائية مصداقيتها عندما أصبحت على المحك، وبانت حقيقة المهنية المزعومة التي كانت تدعيها، وسقط جلباب الحياد الذي كانت تتزين به في أول اختبار، وعادت من جديد وعاد بعض معديها ومذيعيها إلى سيرتهم الأولى... مجرد مشجعين مطبلين يبحثون عن زلات الآخرين فينفخون فيها ويبحثون عمن يساير هواهم ويشاركهم النفخ ويسندهم في التطبيل، أما المهنية والحياد والبحث عما ينفع الناس خلال دقائق البرنامج فقد دخلت في بياتها الشتوي من جديد!! ما من شك هنا أن معظم البرامج قد فقدت الكثير من متابعيها، كما أن بعضها قد فقد ما بقي له من احترام لدى آخرين، فيما بقي آخرون يتابعون بعض البرامج للتسلية وتناقل العبارات الغريبة والمضحكة التي يقولها بعض الضيوف!! ويكفي مرور سريع على مواقع التواصل الاجتماعي وقت عرض هذه البرامج لتدرك كيف أصبح الشارع الرياضي يتعامل معها!! وكيف ولماذا يتابعها!! أعتقد أن بعض البرامج الفضائية الرياضية التي انتظرنا أن تكون مساهمة في تطوير النشاط الرياضي قد أصبحت سبباً في التراجع ورفع مستوى الاحتقان لدى الجمهور، ولاسيما من ناحية اختيارها للمواضيع التي تناقشها أولاً، ثم طريقة اختيارها للضيوف الذين يناقشون هذه المواضيع، وهنا يكفي للدلالة على خواء تلك البرامج أنها أصبحت تقتات على ما يقدم في برامج أخرى، وعلى ما ينشر في الصحافة الورقية من أحداث وتعليقات، دون أي احترام للمهنية أو إعادة الحقوق لأصحابها.... ولكن هذا قدر البعض : أن يصنعوا الأحداث ويتركون للآخرين التعليق عليها!! ما من سبيل أراه مناسباً وكافياً لإعادة الوهج والقيمة التي كانت للبرامج الرياضية الفضائية ولاسيما وأن بعضها ارتضى أن يرتمي في أحضان معينة، وأن يتحدث بلسان معين، واختار له توجهاً معيناً!! الغريب في معظم هذه البرامج هو غياب الأطر والقواعد التي يتم الاستناد عليها لاختيار الضيوف والمتحدثين: فهذا يستضاف على أنه إعلامي رغم أنه اسم غير معروف، وهذا يستضاف على أنه كاتب صحفي رغم أنه عضو في إدارة ناد!! وذلك يُقدم على أنه مدرب رغم أن أحداً لم يسمع به مدرباً من قبل!! وعندما يتورط المذيع أو المعد في صديقه ويريد أن يقدمه كضيف... يعرفه كناقد رياضي رغم أن النقد في أقصى الشرق وهو في أقصى الغرب... ولا تسأل بعدها عن البرنامج وكيف ظهر وماذا أضاف!! التغيير والسعي لإعادة الوهج يجب أن يبدأ من الداخل، يجب أن تتولد لدى القائمين على هذه البرامج أن النجاح لن يأتي بالصوت العالي وتزوير الحقائق ومحاولة مناكفة الناجحين من أجل إحداث ردود فعل قوية، فهذه أساليب قد تنجح بعض الوقت لكنها لا يمكن أن تنجح كل الوقت، ويمكن أن تكسب بها بعض الجمهور، لكن الأغلبية الساحقة في النهاية لن تجد أسهل من الضغط على الريموت بحثاً عن قناة تحترمه، وبرامج تناسب ذائقته وتقدر وقته، ومذيع مهني يعرف كيف يدير الحوار ويوزع وقت برنامجه على قضايا مهمة، وضيوف رصينين متمكنين من أدواتهم، يتسلحون بالمعلومة، ويقارعون الحجة بالحجة... وستبدلون النقاش العقيم بالنقاش العقيم.... أما الصوت العالي وقلت وقلت وقال وقيل فقد انتهى زمانها.... ومحاولة استخفاف الدم ونثر الملح الممجوجة على الشاشة فهي تجعل الناس تضحك عليك وليس لك!! فهل يدرك البعض ذلك.... سامي... يكشف تناقضاتهم!! عندما كان الهلال يحقق النتائج والبطولات مع مدربين مغمورين، كان الهلاليون يقولون: إن فريقهم صانع المدربين والنجوم!! وكان غيرهم يرفض ذلك ويقول نقيضه!! وعندما بدأ مدرب الهلال الحالي سامي الجابر في تحقيق نتائج إيجابية أشاد بها المحايدون، رجع أولئك عن رفضهم السابق وقالوا: إن الهلال بنجومه قادر على المسير بأي مدرب وأن الفريق هو من ساعد سامي على النجاح!! عندما تعاقد الهلال مع سامي كمدرب قال أولئك: إنه سينكشف مع أول جولات الدوري، لكن الفريق سار بنجاح وحقق نتائج مميزة ومستويات متصاعدة وضرب أقوى منافسيه بالأربعة والخمسة، فرجع أولئك عن قولهم السابق، وقالوا: إن الحكم على سامي المدرب لا يمكن أن يتم إلا في نهاية الموسم وبعد معرفة ما حققه مع الفريق!! وهنا أجزم أن الهلال لو حقق كل البطولات فسيبحثون عن مخرج لعدم الاعتراف بسامي والتقليل منه... فهذا سامي الجابر، وهذا ديدنهم من أول يوم شارك فيه مع الهلال!! على كل حال... شهادتهم بسامي اللاعب والمدرب بالإيجاب أو السلب لن تفيده ولن تضره ولن تأخذ منه ولن تضيف إليه، فهم يقللون منه كل ساعة وهو يتقدم في مناسبة خطوات للأمام، ولم تضره محاولات النيل منه ولا التقليل من شأنه طوال 25 عاماً خلت!! سامي الذي يحرك البرامج وضيوفها والأقلام وحامليها بكلمة واحدة وعنوان واحد، جمع المجد من أطرافه، وحقق من الإنجازات ونال من الشهادات ما عجزت عنه فرق مجتمعه، لن يتأثر ولن يهتز، فهو يعرف اللعبة جيداً... أما هم فعليهم متابعته وتحليل كلماته والسؤال عن مقاصده وأهدافه... ولن يفلحوا في هذه أيضاً... وأن سهروا الليالي وأفردوا البرامج واختصموا فيها!!! مراحل... مراحل ** رفع الحد الأعلى لإيقاف اللاعب المتعاطي لمادة محظورة بحسب قانون المنشطات إلى أربع سنوات، سيكون رادعاً لغيره... وحداً نهائيا لمشواره مع كرة القدم!! ** يعني الإيقاف أربع سنوات هو مثل ما تقول العام (أخو الشطب)!! ** كانت الشكوى من المعلقين، لكن الدائرة اتسعت فدخل فيها معدون ومخرجون ومباريات، ولا أدري متى ستتعدل الأمور ويأخذ كل ذي حق حقه!! ** يقول المسؤول أن حجب الجمهور ليس مقصوداً ولكنه رؤية مخرج، طيب: أليس للإخراج قوانين وقواعد، أليس فيها هام وأهم، أليس فيه أبداع.... المخرج التي يرى أن لوحة جماهيرية مثل جمهور الهلال في استاد الملك فهد لا تحتاج لإبراز واهتمام... هل يستحق ان يكون مخرج مباريات كرة قدم؟؟ ** مذيع يقول لضيوفه: إن الرياضة في السابق لم يكن فيها هذا الاحتقان ولا العبارات المسيئة بحق المنافسين... هذا المذيع ربما كان يتابع منافسات غير منافساتنا، فهل يحتاج إلى من يزوده ببعض ما كان يقال؟ ** خسروا بالثلاثة من الفريق الطموح فلم يصدر بيانا ولا تعليقا.... فعلاً الهلال غير، وإن قالوا غير ذلك!!