رحل عن دنيانا زميلٌ عزيز وصديقٌ مخلص في حياته.. إنه الأستاذ صالح بن إبراهيم العضيبي - غفر الله له -.. ودّع الدنيا تاركاً خلفه أمة تبكي على فراقه وتحزن لرحيله, لقد شاء الله للفقيد أن يعيش في أواخر سني حياته يُكابد المرض العضال متنقلاً بين المستشفيات والمصحات بحثاً عن مسببات العلاج، لكن علاج هذا المرض قد يطول أمده أجارنا الله والمسلمين من غوائله وعواقبه. رحل الفقيد صالح العضيبي - رحمه الله - وقد شهد جنازته خلقٌ كثير، ومن شهد ذلك التجمع الكبير يدرك أن الفقيد يعيش في قلوب محبيه ويسكن في سويدائها, ومن عرف الفقيد عن قرب وقابله ولو لمرة واحدة عرف أنه يتمتع بشخصية مميزة ونفس طيبة لا يعرف الكراهية أبداً، ويتعامل مع الصغير والكبير بأسلوب متميز، وهو إلى جانب أخلاقه الفاضلة وطيب معدنه اللذين اكتسبهما من أسرته ووالديه - غفر الله لهما -، فهو الذي عُرف عنه تمسكه بالبر بوالديه ومعاملته الحسنة مع أشقائه، وهو من غرس أسرة كريمة وعائلة مباركة خرج منها جيلٌ صالح وشبابٌ كان وما زال دورهم في المجتمع قائماً. وفي سيرة الفقيد أنه درس مراحل التعليم العام (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) في مسقط رأسه محافظة عنيزة، وغادرها إلى الرياض ليكمل دراسته الجامعية، ليعود بعدها إلى عنيزة حيث عمل في فرع وزارة التجارة بالمحافظة، وبعد تقاعد مدير الفرع آنذاك الأستاذ محمد المغيولي أُسندت للفقيد الأستاذ صالح العضيبي - غفر الله له - مهمة إدارة فرع وزارة التجارة، وظل قائماً بالعمل بكل جد وإخلاص حتى ودّع الدنيا وغادر الحياة. له من الأبناء ثلاثة: إبراهيم ونواف وطلال.. وثلاث بنات نتوسم فيهم خيراً كثيراً.. أما أشقاؤه فهم نخبة طيبة مشهود لهم بالخيرية والكفاءة.. محمد في وزارة المالية وعثمان في وزارة التربية والتعليم، وهم ممن أعتز بصداقتهم وعبد الرحمن وخالد وأحمد وبدر - حفظهم الله جميعاً -. رحم الله الفقيد والصديق العزيز صالح العضيبي وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما أصابه تكفيراً للذنوب وماسحاً للسيئات وجمّل أسرته وأبناءه وإخوانه ومحبيه وعارفيه بالصبر والسلوان..{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.