هكذا هي حال الدنيا نزول وارتحال وكل من هو عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام وكل نفس ذائقة الموت لا محالة ولا تدري نفس بأي أرض تموت.. فبالأمس القريب غيّب الموت المغفور له بإذن الله تعالى الأديب والكاتب الأستاذ العزيز سليمان الفليّح رحمه الله رحمة واسعة واحداً من رواد الصحافة والأدب والشعر والتراث في بلادنا في العاصمة الأردنية عمان التي كان يتواجد بها قبل أيام من وفاته بعد حياة أفناها في طاعة الله ثم خدمة ولاة الأمر والوطن وخدمة الأدب والتراث من خلال مؤلفاته وبحوثه ذات الصلة بالأدب والتراث.. فعلاقتي بالزميل العزيز الاستاذ سليمان الفليّح كانت منذ سنوات وكنا نتبادل أطراف الحديث بين الفينة والأخرى ويسألني دائماً عن الشمال وأهل الشمال.. وقد شرفت بلقائه في مدينة عرعر لدى زيارته إلى مقر إمارة المنطقة التي جاء إليها للسلام على صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - حفظه الله - إبان وجوده في المنطقة بدعوة من النادي الأدبي وقد كنت حاضراً ذلك اللقاء في مكتب سمو الأمير الذي رحب بالزميل العزيز الأستاذ سليمان الفليّح رحمه الله وأشاد بكتاباته من خلال قلمه المميز وتبادل معه أطراف الحديث في بعض الأمور ذات العلاقة بالشمال وأهل الشمال لكونه واحدًا من المنتمين إلى هذا الجزء الغالي من بلادنا وتربطه علاقات صداقة مع الكثيرين منهم بادية وحاضرة، فيما أشاد الاستاذ سليمان الفليح من خلال ذلك اللقاء بالتطور الذي تشهده منطقة الحدود الشمالية، مؤكداً في هذا الصدد على متابعة سموه الذي سخّر جلّ حياته لخدمة هذه المنطقة العزيزة وأهلها الكرام.. فالمغفور له بإذن الله الزميل والأستاذ سليمان الفليح كان يتمتع بشعبية كبيرة من محبيه إبان حياته وكان إنساناً كريماً متواضعاً يواصل الناس في المناسبات الاجتماعية ويشاركهم الأفراح ويشاطرهم الأحزان.. ونحن وقد ودعنا هذا الانسان العزيز (أبا سامي) وهذه حال الدنيا الفانية لنسأل الباري عزّ وجلّ أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجمعنا به مع الشهداء والصديقين وأن يلهم أهله وأبناءه ومحبيه الصبر والسلوان وأن يجعل ما قدم للأدب والثقافة والتراث في موازين حسناته إنه ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]