بقلوب ملؤها الحزن والأسى ودعنا أخًا عزيزًا وإعلاميًّا مخضرمًا ذلكم المغفور له بإذن الله الأستاذ القدير سليمان بن محمد العيسى -رحمه الله- الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياه أفناها في طاعة الله والتقرِّب إليه من خلال العديد من الجهود المباركة والأعمال الإنسانيَّة التي قام بها -رحمه الله- إبان حياته، ثمَّ خدمة الوطن وأهله في ظلِّ القيادة الحكيمة.. فالموت حقٌّ وهذه سنَّة الحياة في خلقه وكل نفس ذائقة الموت ولا راد لقضاء الله.. فالأخ العزيز الأستاذ سليمان بن محمد العيسى هو من شقّ طريقه في هذه الحياة نحو النجاح بِكلِّ همَّه واقتدار مستمدًا العون والتوفيق من الباري عزَّ وجلَّ وهو ما تحقق له -رحمه الله-.. فمن منَّا لا يعرف سليمان العيسى؟ وهو صاحب الوجه البشوش والمألوف لدى كل النَّاس من خلال إطلالاته المعهودة عبر شاشة التلفاز في بدايَّة مشواره الإعلامي عندما كان -رحمه الله- يتولى الوصف والتعليق على المباريات التي كانت تقام آنذاك وكان الجميع يستمتع مع صوت المغفور له بإذن الله الزميل والأستاذ القدير سليمان بن محمد العيسى وأصبحنا نشاهده فيما بعد عبر شاشة التلفاز السعودي عندما كان يقدم نشرة الأخبار مع عدد من المذيعين الكبار أمثال الأساتذة محمد الشعلان وحسين نجار وعبد الله الشايع وغالب كامل وعبدالرحمن يغمور وسليمان العيدي وبدر كريم ومحمد الرشيد وماجد الشبل ومحمد العوين وعوني كنانه ومنصور الخضيري وسبأ باهبري وخالد اليوسف وسعود الذيابي وسعود الجهني وخالد البيتي وجميل سمان وحامد الغامدي وغيرهم كثير ويعذرني من لم أذكره في هذا المقال.. تغمَّد الله المتوفين بواسع رحمته وأمد الله في عمر الباقين..، ثمَّ إنه أعني المغفور له بإذن الله الأستاذ سليمان العيسى واصل مشواره الإعلامي المرئي من خلال تقديمه لعدد من البرامج التلفزيونيَّة وآخرها برنامج (مع الناس) الذي كان يتولى إعداده وتقديمه -رحمه الله-.. هذا البرنامج الذي استحوذ على عدد كبير من المشاهدين لما يقدمه من لقاءات حواريه مباشره فيما بين المسئول والمواطن والرد على أسئلة واستفسارات المواطنين.. فالأخ العزيز الأستاذ سليمان العيسى -رحمه الله- كان مثالاً يحتذى به في الإخلاص في العمل في ظلِّ ما كان يَتمَّتع به من أخلاق فاضلة وسيرة عطرة وصفات حميدة وهو القريب دائمًا من إخوانه وأقربائه وأصدقائه يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، فسليمان العيسي هو من أحب الَّاس وأحبوه وقد التقيته في أكثر من مرة وفي كذا موقع فقد التقيته -رحمه الله- داخل حرم صحيفة الجزيرة عندما كان واحدًا من كتَّابها، ثمَّ التقيته في مبنى التلفزيون في المركز الرئيس بالرياض، ثمَّ في مدينة عرعر عندما كان على رأس الوفد الإعلامي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- في زيارته التفقديَّة لمناطق بلادنا.. فكم كنت قريبًا ومحبوبًا لدى الجميع أيها الأستاذ القدير سليمان العيسى.. ونحن قد ودعنا أخًا فاضلاً وأستاذًا عزيزًا في قلوب يعصرها الألم وعيون ذرفت الدموع حزنًا على فراق هذا الفقيد الغالي لنحمد الله على قضائه وقدره (وإنا لفراقك لمحزونون.. أبا محمد).. ونسأل الله أن يتغمَّدكم بواسع رحمته وأن يسكنكم فسيح جنَّاته وأن يلهم أبناءك وبناتك وأهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان وأن يكتب ما قدمتموه من جهود مباركة وأعمال إِنسانية إبان حياتكم في موازين حسناتكم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}. [email protected]