هكذا هي حال الدنيا نزول وارتحال.. وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام، وكل نفس ذائقة الموت لا محالة.. فبالأمس القريب غيب الموت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الفاضل عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان -رحمه الله- واحد من رواد الصحافة والأدب والثقافة والتراث في بلادنا بعد حياة استمرت لما يقرب من مائة عام أفناها في طاعة الله ثم خدمة ولاة الأمر والوطن وخدمة الأدب والثقافه والتراث من خلال مؤلفاته وبحوثه ذات الصلة بالأدب والتراث والتي نال لقاءها العديد من شهادات التقدير وتم تكريمه في أكثر من محفل ولقاء، ولعل آخرها التكريم الذي حظي به من قبل المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً برعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أمد الله- في عمره وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية.. إن شيخنا الفاضل عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- كان مناراً في التربية والأدب والثقافة، وكان يتمتع بشعبية كبيرة من محبيه إبان حياته، وكان إنساناً متواضعاً يحتضن الصغير ويولي الكبير من إخوانه المواطنين جل الاهتمام ممن يلتقي بهم في أسفاره الداخلية والخارجية أو في منزله العامر، وكان الجميع يحرص على الالتقاء به والاستئناس بآرائه وأفكاره النيرة.. ومهما أردنا أن نتحدث عن مآثر هذا الشيخ الفاضل فإننا لا نستطيع أن نفيه حقه أبداً في أسطر كهذه.. فله منا الدعاء أن يتغمده البارئ عز وجل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يجعل ما قدمه للأدب والثقافة والتراث في موازين حسناته إنه ولي ذلك والقادر وعليه.