نَمَوْتَ معي.. كما ينمو مع بعضهِ الشَجَرُ أيها الصاحبُ الذي أهداهُ ليَ الضَجَرُ.. كَبُرنا معاً واصطنعنا مفاتيحَ المتاهةِ دخلناها مستبشرينَ فرحينَ متفائلينَ، بأننا سنصلُ إلى الكنز معاً.. ونسينا أننا تركنا كلَّ احتمالاتنا وضِعْنا مَعَاً.. في دوّاماتٍ على شكل أثوابْ ألقتْ بنا إلى بؤرةٍ من تيه يتساوى فيه سحابٌ وسرابْ لماذا دخلنا؟ وكيف سنخرجُ؟ اقتربْ.. امسك يدي.. سأدلُّكَ الآن إلى الدربِ فأنا أراه أراهُ في عينيكَ أيها التائهُ معي.. دعني أغمضُ عينيَّ وافتح أنتَ عينيكَ واسعتين لتخرجني منهما.. تخرجني من هنا.. ولا تخرج معي أبداً ابقَ مكانكَ.. فالمتاهة ستطوي نفسها كلفافة تبغٍ، يشربها الهواءُ حين أكسرُ طوقها الدُّخانَ وأخرجُ من أجفانها، كماردٍ من رمادٍ وحدي.. بعينيَّ المغمضتين أيها الصاحبُ الذي لم أعرف غيرَه منذ أن نما ضجري ولم يعد لي من شجرٍ أتخبَّأ خلفَ أوراقهِ ال.. سَقَطَتْ من سطوةِ عينيكَ الملهمتين كشهابين، يسافرُ بهما الفضاءُ تمسَّك بي جيداً.. وقل في ثقةٍ: انثرْ ضجركَ يا صاحبي شَجَراً كما تنثر الطبيعةُ شجرها ضَجَراً كي تجمعني بكَ.. وبي ولا تبحث في كتب الروحِ والأنفسِ والفَلَكْ فأنتَ لي، بكل راحاتك وتعبي مثلما كنتُ لَكْ وكلانا، مثل الطبيعة، تائهٌ.. ودليلٌ.. وأصيلٌ.. وجميل.! [email protected] الرياض