أيها الحنين متى ستكفُّ عن زياراتك الفجائية ؟! في زحام الشوارع المشمسة .. أينا لايدهس ظل صاحبه ..؟! لاتعنيني الشمس إلا حينما تغيب .. أشعر أن طموحها بالأفق قادها لليل ... الخريف الذي لايسقط الأوراق .. يتركها خائفة على أغصانها .. الرياض .. هذه المدينة الأنثى لايتزوجها مقيمٌ ولا يطلقها عابر ... يقبل الغد ببياض ناصع .. ليته لايكون الكفن ... في ركن بريدٍ قديم كنا نتقاذف الفراق ... احضري اليوم وغيبي غدًا .. لاحيلة لي إلا تأجيل غيابك والتسويف في حزني عليك ... المتعبون يدركون أن غايتهم النوم .. لكن النائمين حين يستيقظون تتعبهم غاياتهم ..! لأنني لا أنتظر الربيع .. لا أحب أن أكون شجرة في الخريف المرآة أوسع من وجهي .. لماذا لا أراك معي فيها ؟! الذكرى مدينة لانفرّق فيها بين الحي والميت .. ولا الغواية والهداية .. إنها حياة أخرى في مدينة تكتفي بساكنيها .. وتشغل زائريها دائما هكذا تماما .. الزمن الذي أحدثك فيه لن تكوني فيه أنتِ حينما تنقصينني فيه .. ولن أكون فيه أنا حينما لاتكونين معي إنه زمن آخر لايشبهنا..! كنتُ قُرْبَ أبي .. ممسكا بي.. كنا على الماء والريح مرجفةً كالصهيلْ كان ظل أبي لون شمسٍ تغيب.. وبي شامةٌ من نخيلْ ..! حينما تكون شاعراً لايكون لك منك إلا خيبات وجعك وشماتة الصمت بك ..