أعلنت جماعة الإخوان أمس تولي الدكتور محمود عزت منصب المرشد العام للجماعة بِشَكلٍّ مؤقتٍ، بعد اعتقال المرشد الحالي محمد بديع، وقالت الجماعة في بيان لها: إن الجماعة أعلنت رسميًّا عن تولي الدكتور محمود عزت -نائب المرشد العام للإخوان- منصب المرشد بِشَكلٍّ مؤقتٍ، وذلك في أعقاب اعتقال الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة فجر الثلاثاء، وذلك وفقًا للائحة الجماعة، حيث تنص المادَّة (4) على أنَّه في حالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته، كما تنص المادَّة (5) على أنّه في حالة حدوث موانع قهرية تحوّل دون مباشرة المرشد مهامه يحلُّ محلَّه نائبه الأول، ثمَّ الأقدم فالأقدم من النوَّاب، ثمَّ الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد. ولد محمود عزت إبراهيم في 13 أغسطس 1944م بالقاهرة، وهو أستاذ بكلية الطبِّ جامعة الزقازيق، تعرّف على الإخوان المسلمين مبكرًا، ثمَّ انتظم في صفوف الجماعة عام 1962 وكان وقتها طالبًا في كلية الطبِّ، ثمَّ اعتُقل سنة 1965م عندما كانت الصدام على أشده بين الجماعة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحكم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974 وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطبِّ عام 1976 وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتَّى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981، ثمَّ سافر إلى إنجلترا ليكمِّل رسالة الدكتوراة، ثمَّ عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 1985، وقد اختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م، كما اعتقل ستةَ أشهر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرَّج عنه في مايو سنة 1993م وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، ثمَّ اعتقل في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. على الرغم من أن عزت لم يكن على علاقة بالإعلام، ولم يظهر كثيرا ًإلا أن قيادات الجماعة كانت تراه المرشد الفعلي والقائد الحقيقي لعلاقته القوية بالتنظبم الدَّوْلي للجماعة وحركة حماس، وهو من أخطر رجال الجماعة على الإطلاق، واحتفظ دومًا لنفسه بتلك الهالة الداخليَّة، وساعدته ملامحه الحادّة ونظراته الثاقبة وجسده النحيل أن يطلق عليه شباب الجماعة «الثعلب» ويعرف بأنَّه أحد أهم صقور التيار القطبي المتشدد في الجماعة وكان يشكِّل مع «الشاطر» الثنائي الذي دفع الجماعة أكثر إلى اليمين ونحو التحالف مع المجموعات الجهادية مؤخرًا، وكان الرأس المدبر لاعتصامي «رابعة» و»النهضة» ويتلقى يوميًّا تقارير من مصر بشأنهما، وحلقة الوصل بين مصر والتنظيم الدولي وقادة تركيا ولهذا يرى الكثيرون أن اختياره خلفًا للمرشد السابق يمثِّل خطرًا كبيرًا، ويفتح الباب واسعًا نحو مزيد ومزيد من الدم، فهو الرَّجل الثاني بعد «الشاطر». يراه ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أنَّه رجل مخابرات من الطراز الأول وهو صاحب الكلمة الأولى بجماعة الإخوان مع «خيرت الشاطر»، ونستطيع أن نقول: إن «محمود عزت» هو المرشد الحقيقى للجماعة، وهو عقلية مخابراتية تكفيرية تآمرية، فكره يقوم على تكفير المجتمع وهو من أكثر الشخصيات تأثيرًا داخل الجماعة، وهو صاحب الخطط التي تَمَّ على أساسها الإطاحة بالحمائم مثل الدكتور محمد حبيب ودكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح والمحامي مختار نوح» وأضاف الخرباوي أن عقله منظم وله الإدارة بالتنظيم ويعين رؤساء المناطق وينظِّم الانتخابات لاختيار الأعضاء الحاليين لمجلس شورى الجماعة وتصعيد أعضاء مكتب الإرشاد من على شاكلته ومن رجاله، فهو الذي يدير الجماعة من خلف الستار.