كشفت مصادر مقربة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن زعيم التيار قرر اعتزال الحياة السياسية وإلغاء الدوائر السياسية المرتبطة به وعدم المشاركة في أي عمل سياسي بشكل مباشر خلال المرحلة المقبلة، فيما أكدت كتلة الأحرار أن القرار جاء كخطوة من الصدر لرفض المشاركة في أي مؤامرة ضد العراق من خلال البقاء في العملية السياسية، وأشارت تلك المصادر ل(الجزيرة) إلى أن الصدر قرر اعتزال الحياة السياسية وعدم المشاركة في أي عمل سياسي خلال الفترة المقبلة بشكل مباشر، مبينة أن ذلك جاء بسبب عدم اكتراث البعض بالدم العراقي والأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، ولا سيما خلال الفترة الماضية، وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها أن الصدر قرر أيضاً إغلاق مكتبه الخاص وكافة الدوائر السياسية المرتبطة به كردة على الواقع السياسي الحالي. من جانبه قال رئيس كتلة الأحرار بهاء الأعرجي في تصريحات صحافية له أمس إن قرار الصدر جاء كتعبير عن رفضه المشاركة في أي مؤامرة ضد العراق من خلال البقاء في العملية السياسية، وتُعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها زعيم التيار الصدري اعتزاله العمل السياسي منذ العام 2006، ويعزو مراقبون ذلك القرار إلى الوضع الأمني المتردي في البلاد خلال الفترة الماضية التي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات بهجمات منسقة بسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من البلاد، بالإضافة إلى التجاذبات والتقاطعات ما بين الكتل السياسية والمطالبات بالبحث عن حكومة إنقاذ وطني للتخلص من الأزمات التي يمر بها العراق، ويأتي قرار اعتزال الصدر وسط أنباء عن وجود معلومات خطيرة بتدهور الوضع الأمني في العراق، فيما شهدت العاصمة بغداد إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث نفذت القوات الأمنية عمليات دهم وتفتيش بالمناطق المزدحمة في بغداد على خلفية ورود معلومات تفيد بوجود سيارات مفخخة ينوي المسلحون تفجيرها في تلك المناطق. وفي صعيد متصل كشف الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عن وجود معلومات تشير إلى استهداف المنطقة الخضراء والسفارة الأمريكية في العراق مبيناً أن إغلاق السفارة ليس له علاقة بالوضع الداخلي العراقي، مشيراً إلى أن إجراءات القوات الأمنية العراقية خلال اليومين الماضيين كانت زائدة عن اللزوم بحسب تعبيره، مؤكداً على أن لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية ال»سي أي أي» معلومات لا تمتلكها الداخلية العراقية، وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي ل (الجزيرة) على هامش احتفالية لتخرج دورة 47 من الضباط في هيئة التدريب والتأهيل التابعة للكلية العسكرية ببغداد إن الوزارة تسلمت معلومات تفيد باستهداف المنطقة الخضراء لذا اتخذت القوات الأمنية إجراءاتها التي نراها زائدة عن اللزوم، موضحاً أنه تقرر في اجتماع المجلس الوطني يوم أمس رفع الحواجز الكونكريتية حول المنطقة الخضراء، مشيراً إلى أن رجل الأمن يتعامل مع المعلومة بدقة عالية لأن إهمال المعلومة تسبب بكارثة سجن أبو غريب.