للوصول للإنجازات والكؤوس والتفوق في المنافسات الكروية لابد من تقديم ثمن باهظ ومكلف .. ثمنه تضافر جهود بشرية وفنية ومادية وعمل دؤوب ومستمر .. هكذا الوصول للقمة والتفوق والنجاح. * إلا أنه في الأعوام الأخيرة بزغت ظاهرة جديدة في رياضتنا .. سبقنا بها دول العالم المتقدم والمتأخر منه ..آلية جديدة عجيبة لزيادة الرصيد من البطولات والكؤوس .. ولو رقميا وعلى وجه الورق. * فصار التفوق وتسجيل الإنجازات سهلا جدا وأسهل من شرب الماء .. لا داعي لإنفاق الملايين واستقطاب المدربين والمحترفين وصناعة المواهب الكروية وإقامة المعسكرات التدريبية .. الآن يمكن لك أن تزيد بطولات فريقك وأنت متكئ وتضع ساق على ساق. * اخترعنا قوانين رياضية جديدة .. لو علم بها البيروني أو الخوارزمي أو إنشتاين .. لمات الواحد منهم في قبره مرتين .. انسَ أن 1+1= 2 .. انسَ هذا القانون الحسابي .. فجهابذة الرياضة لدينا غلبوا أساتذة علم الرياضيات .. فاكتشفوا أن 1+1 = 22. * إذا فشل النادي في الميادين الكروية وغدا ناديا عقيما .. فما على مسؤوليه أو محبيه إلا امتشاق القلم ليضرب ضربته .. ويضيف ما شاء من بطولات وهمية وتنشيطيات وسداسيات ورمضانيات وكيرم وكنكان. * الملاحظ كلما ابتعد النادي عن البطولات .. وطالت فترة العقم .. واستمر اتساع فارق البطولات بينه وبين الأول والمتزعم للبطولات .. وغدا بونا شاسعا لا يمكن الاقتراب منه .. لجأ النادي إلى ما يمكن وصفه بالتزوير وخلط الغث بالسمين .. وجمع المتردية والنطيحة .. للاقتراب ولو من بعيد من صاحب القمة .. وحفظ ماء الوجه أمام جماهير النادي الغاضبة * ليست الخطورة من هذا الفعل أنه يغير خارطة البطولات ويعبث بها فقط .. بل الأخطر إنها تعلم النشء والأجيال الجديدة .. وهم النسبة الكاسحة من سواد الرياضيين تعلمهم التزوير والكذب والتلفيق والمكابرة وعدم الاعتراف بالتقصير ويعلمهم بخس المتفوق والناجح أفضليته. أين الحل ؟..؟! ما فاقم هذه الظاهرة .. أي ظاهرة التزوير والعبث بالتاريخ الرياضي .. هو صمت إتحاد الكرة وإحجامه عن التدخل والقيام بمسؤولياته وإصدار قائمة حقيقية وصحيحة عن بطولات الأندية. * وأعتقد السبب أن اتحاد الكرة يخشى مواجهة أصحاب التزوير بعبثهم وجريرتهم ويجاملهم .. ولا يريد أن يقول لهم كفى عبثا وتزويرا * وحل هذه المسألة سهل جدا .. لو أراد اتحاد الكرة ذلك .. فيكفي إصدار المعايير الصحيحة التي يمكن من خلالها تمييز البطولات الرسمية من غير الرسمية. * وشخصيا قبل عدة أعوام كتبت مقالة عن هذه المعايير .. وسردتها واحدا واحدا وبالتفصيل .. فلابد لكي تكون البطولة رسمية ورئيسية أن تنطبق عليها كامل هذه المعايير .. وسقوط معيار واحد يخرجها من قائمة البطولات الرسمية والرئيسية .. * وهنا اعرض هذه المعايير بدون شرح او تفصيل .. وربما التفصيل نتطرق له في مقال قادم .. * أهم هذه المعايير أن تكون البطولة تمت تحت الإشراف الرسمي لاتحاد الكرة في البلد .. أو تحت إشراف الاتحاد الدولي (الفيفا) أو إشراف الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد العربي لكرة القدم أو اللجنة الخليجية المنظمة لبطولات مجلس التعاون. * بقية المعايير أن تكون البطولة على مستوى (الفريق الأول) وعلى مستوى (المملكة) وأن تتاح (لجميع الأندية) فرصة المشاركة بها .. * آخر المعايير أن يتوج الفريق الفائز بكأس أو درع أو أي جائزة أخرى .. وهو ما يعتبر رمزا وتتويجا لحصوله على البطولة. * لذا لو أخذنا على سبيل المثال ما يصنف ببطولات المناطق نجد أنها تفتقد معيار أن تكون على (مستوى المملكة) .. ولا يوجد لها كأس أو درع .. لأنها ببساطة كانت مجرد تصفيات مناطقية تمهيدية للتأهل لنهائي بطولة المملكة. * أخيرا يوجد حل سريع ومؤقت لهذه الظاهرة .. ولإرضاء عشاق تجميع المتردية والنطيحة .. وهو تصنيف جدولين للبطولات .. جدول للبطولات الرسمية الرئيسية .. وجدول شامل لجميع البطولات الرسمية وغير الرسمية من تنشيطيات ووديات وفئات سنية... إلخ. حسابي في (تويتر).. @salehhenaky