قطعت مصر أمس تماماً علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأكدت أنها تعد العدة والاتصالات لعقد قمة طارئة لبحث الأزمة السورية، فيما رفض البيت الأبيض إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية وهو ما يطالب الرئيس المصري محمد مرسي . وقال مرسي أمس السبت في كلمة ألقاها أمام آلاف الإسلاميين الذين احتشدوا في استاد القاهرة في مؤتمر لنصرة سورية: إن مصر قررت اليوم (أمس) قطع العلاقات تماما مع النظام الحالي في سورية وإغلاق سفارة النظام الحالي في مصر وسحب القائم بالأعمال المصري في دمشق. واكد انه لا مجال ولا مكان للنظام السوري الحالي في سورية مستقبلاً، معتبرا ان هذا النظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية . وتابع بدأنا اتصالات مع الدول الإسلامية والعربية لعقد قمة طارئة لنصرة الشعب السوري من دون ان يوضح ما إذا كان يسعى لعقد قمة عربية أو إسلامية أو قمة مشتركة للدول العربية والإسلامية. واكد ان مصر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول سواء أكان هذا التدخل من قبل دول أو ميليشيات، قبل ان يضيف أننا نقف ضد حزب الله. ودعا الشعب المصري إلى معاملة المواطنين السوريين اللاجئين في مصر مثل المواطنين المصريين تماما. ورفض البيت الأبيض أول أمس الجمعة فكرة فرض منطقة حظر جوي في سورية لمساعدة مقاتلي المعارضة، وذلك غداة اتهامه نظام الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى باستخدام أسلحة كيميائية. من جانبه تشاور الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع شركائه الأوروبيين في مجموعة الثماني عشية قمة هذه المجموعة في بداية الأسبوع المقبل في ايرلندا الشمالية التي سيكون الملف السوري على جدول أعمالها، علما بأن أوباما سيلتقي غداً الاثنين نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأوردت وسائل إعلام أمريكية ان البنتاغون عرض على إدارة باراك أوباما إقامة منطقة حظر جوي محدودة خصوصا لحماية معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة السورية. وفرض منطقة الحظر الجوي كان أحد القرارات التي اتخذت خلال تدخل الولاياتالمتحدة وحلفائها في العمليات العسكرية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا العام 2011 لكن أحد مساعدي الرئيس أوباما أكد ان تكرار هذا السيناريو في سورية سيكون اكثر صعوبة. وقال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي لاوباما في مؤتمر صحافي الجمعة في البيت الأبيض ان فرض هذه المنطقة اكثر صعوبة وخطورة وتكلفة في سورية. وأكد المسؤول الأمريكي أنه ستكون هناك زيادة هائلة في المساعدات الأمريكية لمقاتلي المعارضة في سورية إلا أنه رفض تقديم بيانات بأنواع المساعدات التي سيتم إرسالها أو أي جدول زمني معين بشأن موعد تسليمها. ورجحت مصادر أنه من المحتمل أن تتضمن الأسلحة التي سترسلها الولاياتالمتحدة لمقاتلي المعارضة في سورية قذائف صاروخية ومدافع هاون بعد أن وافق الرئيس الأمريكي على تسليحهم. ميدانيا قصفت قوات النظام السوري صباح أمس أحياء في العاصمة دمشق ومدنا بريفها ومدينة دير الزور. وقد أعلن الجيش الحر سيطرته على أكبر حواجز لجيش النظام شمال الرستن بريف حمص كما سيطر على حاجز الإسكان العسكري في ريف إدلب. في هذه الأثناء تدور اشتباكات متقطعة منذ منتصف الليلة الماضية في عدة جبهات بمدينة حلب. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 67 شخصا أمس السبت. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ومجلس قيادة الثورة في دمشق إن اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر بين الجيش الحر وقوات النظام في مدخل مخيم اليرموك، حيث يحاول قناصة النظام التقدم لكشف مساحات أوسع. كما أفاد المركز الإعلامي السوري بتعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف في حين أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام قصفت حيي القابون وجوبر في دمشق ومدن الزبداني وحرستا والمليحة في ريفها. وقد تزامنت هذه التطورات الميدانية في العاصمة السورية مع انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق جنوبدمشق وعدة أحياء وسطها وفق الهيئة العامة للثورة.