دفع انخراط «حزب الله» في القتال الى جانب القوات النظامية في سورية وتمكينها من تحقيق تقدم في مناطق مختلفة بوسط البلاد، ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما الى عقد سلسلة اجتماعات عاجلة للبحث في «توسيع الخيارات» والاقتراب من تسليح المعارضة المسلحة المعتدلة. في غضون ذلك، استنكر مجلس الوزراء السعودي امس «التدخل السافر» ل «حزب الله» في سورية، مشدداً على ما ورد في البيان الصادر عن أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية من إدانات لاستمرار أعمال العنف والقتل والجرائم التي ترتكب في حق أبناء الشعب السوري و»التدخل الأجنبي الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال». وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أمس ان وزارة الخارجية أعدت «نطاقاً واسعاً جداً من الخيارات» للرئيس أوباما حول سورية، مع اطلاق البيت الأبيض أمس اجتماعات متلاحقة حول الأزمة السورية، قد تؤدي الى اتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية «خلال هذا الأسبوع»، موضحاً أنه «ليس هناك إعلان جديد في الوقت الحالي. انما أعددنا نطاقاً واسعاً من الخيارات للرئيس ليراجعها». وعكس تأجيل وزير الخارجية جون كيري زيارته الى منطقة الشرق الأوسط جدية الاجتماعات التي قد تشكل منعطفاً أساسياً لسياسة الإدارة في سورية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين أميركيين أن أوباما «قد يقرر خلال أيام تسليح الثوار السوريين» وأنه «سيدرس فكرة احتمال فرض حظر جوي» على مناطق في سورية، وأضافت أن أوباما «اقترب من الموافقة على تسليح مجموعات في المعارضة وقد يحسم قراره هذا الأسبوع». وأشار احد المسؤولين الى أن الخيارات التي تم تقديمها «تتضمن الشق العسكري وكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وأفادت بأن البيت الأبيض سيدرس أيضاً فكرة فرض حظر جوي «انما يبقى خيار التسليح أكثر ترجيحاً في المدى المنظور». وفي المدى الأبعد، لمحت الوكالة الى امكان توظيف واشنطن ملف السلاح الكيماوي للجوء الى خيارات اكثر حدة في سورية بينها اقامة منطقة حظر جوي. وكثفت واشنطن أخيراً اتصالاتها مع الأطراف الإقليميين ومع كل من فرنسا وبريطانيا بهدف تنظيم صفوف المعارضة والتنسيق مع المجلس العسكري وأركان «الجيش الحر». وقالت مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة المستوى ل «الحياة» أن «مؤتمر جنيف-2 لن يعقد قبل احداث توازن على الأرض»، واعتبرت أن انخراط «حزب الله» في المعارك الى جانب النظام «يغير في الحسابات الأميركية ويسرعها في اتجاه التسليح». وأوضحت إن الولاياتالمتحدة «كثفت» اتصالاتها مع المجموعات المعتدلة في الفترة الأخيرة وباتت «أكثر ارتياحاً لتزويدها بالسلاح». ويشمل ذلك المجلس العسكري الأعلى ل «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم ادريس وقيادات على الأرض بينها رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي. ميدانياً، افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلين معارضين سيطروا أمس على مبنى الرادار في مطار «منغ» العسكري في ريف حلب، شمالاً، بعدما تقدموا قبل يومين في مرآب المطار الذي يخضع لحصار من «الجيش الحر» منذ أشهر، وأن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس داخل المطار، قبل أن تقوم طائرات حربية بقصفه. في وقت أفادت تقارير بأن قوات النظام تحشد لخوض معارك لاستعادة السيطرة على مدينة حلب وريفها بعد أيام على سيطرة الجيش النظامي و»حزب الله» على مدينة القصير قرب حدود لبنان. وأفادت مصادر المعارضة بأن مقاتليها صدوا مجدداً تقدم قوات النظام في بلدة جبل معارة الأرتيق بعدما قدمت من حي الراشدين وجبل شويحنة. وقتل اكثر من عشرة اشخاص بينهم ثماني سيدات في قصف جوي على مدينة الرقة شرق البلاد، في وقت تجددت الاشتباكات في محيط الفرقة 17 في ريف الرقة. وعادت طائرات حربية الى قصف اطراف دمشق، خصوصاً حي جوبر شرق العاصمة حيث سجلت اشتباكات.