أكد الرئيس المصري محمد مرسي أمس الخميس أن نزيف الدم في سوريا لا يمكن أن يتوقف بغير «تدخل فاعل» من الخارج. وأضاف مرسي في كلمة أمام قمة حركة عدم الانحياز بطهران أن سوريا بحاجة إلى انتقال سلمي إلى الديمقراطية ودعا إلى التضامن «مع نضال أبناء سوريا ضد نظام قمعي فقد شرعيته». ومضى يقول: «نزيف الدم في سوريا في رقابنا جميعا وعلينا أن ندرك أن هذا الدم لا يمكن أن يتوقف بغير تدخل فاعل منا جميعا». وقال مرسي إن التضامن مع الشعب السوري «واجب أخلاقي» وضرورة إستراتيجية. وأضاف «علينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا وأن نترجم تعاطفنا هذا إلى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي إلى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية». وأكد أن «التضامن مع الشعب السوري ضد نظام فقد شرعيته واجب أخلاقي بقدر ما هو ضرورة سياسية.. علينا إعلان دعمنا الكامل لطلاب الحرية في سورية وترجمة تعاطفنا إلى رؤية سياسية»، وحث المعارضة على «توحيد الصفوف بما يؤمن مصالح جميع أطراف المجتمع السوري». وقال: «نزيف الدم في سورية في رقابنا جميعا وعلينا أن ندرك أن هذا الدم وأولياؤه لن يتوقف دون تدخل فاعل منا جميعا». وانسحب الوفد السوري في القمة خلال كلمة مرسي. وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن وفد بلاده انسحب لدى إلقاء مرسي كلمته في افتتاح قمة دول حركة عدم الانحياز أمس في طهران. من جهة أخرى, ينوي الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه مساء الأربعاء. وقال المتحدث أحمد فوزي إن الموفد الدولي «عازم على التوجه إلى سوريا»، وأضاف «لم ينه بعد هذا المشروع ولكن هذه الزيارة قد تتم قبل الدورة المقبلة للجمعية العامة» للأمم المتحدة التي تبدأ في 24 سبتمبر. وقبل ذلك، سيتوجه الإبراهيمي الذي سيتسلم منصبه في أول سبتمبر إلى القاهرة حيث سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وعلى الصعيد الميداني، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوى المعارضة المسلحة والجيش النظامي السوري في دمشق صباح أمس الخميس بينما قتل 50 شخصاً في أنحاء البلاد، في وقت أعلن ناشطون إسقاط طائرة مقاتلة من طراز 23 ميغ في إدلب, غداة يوم دام راح ضحيته أكثر من 128 شخصا. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات بين القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية في محيط مبنى المخابرات الجوية في حرستا في ريف دمشق صباح أمس. وأعلنت لجان التنسيق المحلية عن اندلاع «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام» في حي التضامن في جنوبدمشق. وفي وقت لاحق، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان عن «إسقاط طائرة ميغ من قبل كتائب شهداء سوريا في الجيش السوري الحر شرق بلدة الذهبية» في إدلب. وفي أعمال عنف أخرى، ذكر المرصد أن أحياء في حلب وحمص وإدلب تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية. وتدور في مدينة دير الزور بحسب المرصد اشتباكات عنيفة «بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة الثائرة والقوات النظامية السورية في مناطق جسر الجورة وبالقرب من مقر الأمن العسكري فيما تعرضت أحياء الجبيلة والبعاجين إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية». وقتل أكثر من ثمانية آلاف عنصر أمني وعسكري سوري منذ بداية النزاع في سوريا قبل 17 شهراً، حسبما أفاد أمس الخميس مدير مستشفى تشرين العسكري في دمشق. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه «بتقديري قتل أكثر من ثمانية آلاف جندي وعنصر أمني منذ بداية الأزمة» في منتصف مارس 2011.