المجلة الثقافية الملحقة بالجزيرة الأم التي تصدر كل يوم خميس، تعد أحد الإصدارات المتفردة والناجحة، لكثير من الأسباب من أبرزها احتوائها على وجبة فكرية شاملة بما تحظى به من أسماء مبدعة في مجالات الفكر والأدب والثقافة، إضافة إلى تنوع المواضيع وما يتبع ذلك من إشارات وتلميحات إخبارية أو متابعة لما بعد الخبر مع ما يقدم فيها من آراء وتعليقات لا تخلو من النقد المحبب. هذا الاستهلال الناقص في حق المجلة لا يكفي ولا يفي أو يوازي ما قيل عن المجلة، لكنني اليوم أحببت أن أشير إلى جانب مهم من فيها، والذي قد يراه البعض شكلا من أشكال التزيين أو الجذب، وأعني به الغلاف الذي يحمل كل أسبوع لوحة لفنان تشكيلي، لا حدود لدينا أو شروط عند اختياره، إلا فيما يتعلق بجمال اللوحة، وما تحمله من معنى وفكرة توازي ما يقدم من إبداعات بالقلم في ثنايا المجلة، إذا اعتبرنا الفن التشكيلي وسيلة وأداة تعبير إنسانية، كالقصيدة أو الرواية أو المقالة وقد يكون تأثيرها في بعض الأحيان أكبر وأكثر على المتلقي، ولنا في لوحة الجورنيكا للفنان بيكاسو الدليل على ذلك. هذا الغلاف يمر بمراحل ترتكز على قيمة العمل المراد وضعه كغلاف ومستوى تأثيره على القارئ، وقيمة الفكرة أو الموضوع الذي تحمله اللوحة مع تجاوزنا أحيانا قضية الفكرة إلى الجانب الجمالي. هذا الاهتمام من الزميل صديق التشكيليين د. ابراهيم التركي مدير تحرير الشؤون الثقافية الذي تمثل في منح الفن التشكيلي هذه المساحة البارزة من المجلة لم نكن نتوقع جميعا أن تتحول تلك المساحة إلى معرض لتسويق الفن، فكثير ما تلقينا وما زلنا نتلقى اتصالات الراغبين في اقتناء الأعمال الفنية التي نختارها للغلاف، يبحثون عن مصدر بعض اللوحات وعن فنانيها ويتم تسهيل مهمة التواصل بينهم وبين الفنانين، وقد تم بهذا الدعم من جريدة الجزيرة ممثلة في المجلة تسويق الكثير من اللوحات وهو أمر نعتز به يكشف الكثير من الجوانب المهمة التي منها أن المجلة تحظى بمتابعة كبيرة وعلى أعلى المستويات الاجتماعية كما أننا تعرفنا على حجم اهتمام المجتمع بالفن التشكيلي. لقد أخذت اللوحة التشكيلية مكانتها وقيمتها وأضفت على كل موقع تحط رحالها فيه جمالا وأهمية، من تلك المواقع أو المساحات أغلفة الكتب التي تحولت فيها أرفف المكتبات إلى معارض فنية تجذب القارئ مع ما يحمله الكتاب من عنوان مع أن كثيراً من تلك اللوحات لا ترتبط أو تمثل ما بداخل الرواية أو القصة وإنما وضعت لدورها في إغراء المقتني وتأطير الإصدار بالجمال البصري. أعود للقول إن جريدة الجزيرة من خلال المجلة الثقافية استطعنا أن نساهم في الارتقاء بمفهوم اللوحة الفنية وانتشارها في المجتمع. [email protected] فنان تشكيلي