يبرز الفنان عبدالعظيم الضامن كأحد أبرز تشكيليي المرحلة الفنية السعودية الراهن، وتكشف تجربته عن ثراء لوني عميق يوظف موضوع اللوحة بحرفية مدهشة، وذلك ينسجم مع فطرة فنية بدأها منذ أن كان رساما في بداياته ضمن برنامج الكشافة، وواصل هويته أثناء دراسته الأولية وحتى التحاقه بجامعة الملك سعود بالرياض التي اتجه فيها بالبداية إلى كلية العلوم الإدارية في تخصص قانون لمدة سنة ونصف غير أنه لم يوفق فهبط معدله الدراسي، وكان مطلوبا منه دراسة بعض المواد التي تعمل على رفع معدله فاختار أصعب مادتين بتخصص التربية الفنية وكان أن حصل على درجة امتياز فيهما، وبدأ من هنا تجربة فنية متميزة وناجحة. ويشرف الضامن حاليا على إدارة مركز الإبداع للفنون، كما أنه رئيس قسم الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام وعضو عدد من الجمعيات والمهرجانات المحلية والعربية، وقد نظم كثيرا من المعارض في الداخل وحول العالم، وقدم نموذجا إبداعيا قدمه كفنان سعودي يمتلك قدرات رفيعة في التشكيل الفني، فمعالجاته البصرية تتم وفقا لزوايا فنية تعزز فكرة جوهرية حول دور الفن في خدمة الواقع والارتقاء بالذائقة، ولذلك فإنه على تصالح وانسجام تام مع المتلقي، وذلك ما تؤكده التجربة الغنية التي اكتسبها من خلال معارضه حول العالم. وللضامن رؤيته الفكرية في التعبير الفني، فالمسألة ليست جدارة وفطرة فنية وحسب، وإنما رسالة ودور يلعبه في تشكيل وعي فني وفقا للمعايير الثقافية، ولذلك فإن لغته الفنية نجحت في تحقيق تواصل إنساني فريد ومتميز من خلال أعماله، وقد اتبع اللوحة بمنجزات فنية أخرى قدمها في عدة مؤلفات منها الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية، وهو قراءة في بيوغرافيا الفن التشكيلي للساحل الشرقي من المملكة، ويضم الكتاب سيرة ذاتية للفنانين التشكيليين وأعمالهم الفنية، وقراءة في سيرة الفن التشكيلي في السعودية منذ نشأته، وطرح دراسة نقدية عن الجورنيكا، وهي أشهر أعمال الفنان بيكاسو، وغير ذلك من المنجزات والمقالات النقدية في الحركة التشكيلية التي نشرت في الصحافة العربية. ولذلك فإن تجربة الضامن الفنية تتكامل فيها الرؤية بحيث تقدم منجزات شاملة في الحركة التشكيلية، ويكسبه انتشاره الدولي أبعادا تستكشف قيما أخرى ورؤى مغايرة تلهمه في إنجاز أعمال تخاطب المتلقي العالمي بيسر وسهولة، وذلك من أكبر منجزات الفنان حين يجد لخطابه الفني مسارات تلتقي مع الآخر وتضيف إليه قيما جديدة ورؤى فنية فيها من التميز ما يجعلها تتألق بروعة الفن التشكيلي كلغة وجدانية وإنسانية لا تعرف الحدود الفاصلة بل تحطمها لتقدم كولاج إنساني عالمي وإن نشأ في بيئة محلية ولكنها غنية بالمعطيات الملهمة والمحفزة للإبداع.