خلقت مجددا سيرة الفنان التشكيلي بيكاسو الذي خلده التاريخ كأبرز شخصية فذة شغلت القرن العشرين برمته، وظلت سيرته وآراؤه وأعماله التي قلبت موازين الجمال أزمة جديدة بين فناني ومتذوقي الفن في منطقة عسير كردة فعل لما قام به أحد الفنانين التشكيليين بوضع إعلان على مدخل إستراحته التي يتضمنها مقهى بوسط عقبة ضلع جنوب مدينة أبها بوجود لوحة للفنان بيكاسو بقيمة أربعة وعشرين مليون وذلك لجذب العابرين على طريق العقبة هذا التصرف استنكره في البداية رئيس جمعية الثقافة والفنون بمنطقة عسير الأستاذ أحمد بن عبدالله عسيري وقال يصعب أن نصدق ذلك ونجعل تلك السيرة الفنية الطويلة لهذا الفنان الذي توفي منذ عام 1973م بعد أن خلق فنا فريدا من نوعه تجاوزت قيمة حتى فرشاته التي يستخدمها قيمة تلك اللوحة المعروضة في لوحة دعائية مثل ما قدمه هذا الفنان موضحا أن هذا التصرف لايعني التقليل من أهمية الفن والفنان وأرى أن هذا هو تصرف فردي وعلى الصدد ذاته إستنكر مدير مركز الملك فهد الثقافي الفنان التشكيلي عبدالله شاهر وقال لا أعتقد أن تصل لوحة بيكاسو الحقيقية لمثل هذا الموقع المتواضع حتى أن الأجواء الرطبة أصلا ليست بيئة مهيئة للوحات بيكاسو فهذا الموقع المعلن فيه وجود هذه اللوحة كما وصفه هو يحاكي البطون وليس العقول فينبغي أن نرقى لمثل هذا الفكر الفني ونعطيه مكانته خصوصا هذا الفنان وعلى الجانب الآخر وصف الفنان التشكيلي إسماعيل يحيى الصميلي أن هذا التصرف لا يقبله أي فنان تشكيلي أو محب ومتذوق للفن مؤكدا على إحترام العقول الفنية ومسيرتها خصوصا مسيرة فنان تشكيلي مثل بيكاسو الذي يعتبر ابرز شخصيات المدرسة التكعيبية في الرسم.. ختاما في هذا الصدد تعذر (لثقافة اليوم) الوصول لصاحب المقهى رغم محاولات عدة للتّعرف على حقيقة اللوحة فيما منعت العمالة في المقهى إطلاعنا على اللوحة.!!