غادرت أم محمد القرعاوى (غفرا لله لها) الدنيا وودعت الحياة فقد كانت تلك السيدة الفاضلة من جيل الطيبين والطيبات الذين عاشوا فترة زمنية أتسمت بالعفوية والطيبة والاستقامة والخلق الفاضل.. كانت أم محمد القرعاوي غفر الله لها من السيدات اللاتي حملن مسئولية مجتمع خرج منه أجيالا اختاروا أن يكونوا بصمة جميلة لأولئك الذين عاشوا تلك المرحلة النقية ببساطتها ونقائها, غادرت أم محمد رحمها الله الدنيا بعد أن اطمأن بالها على أبنائها وبناتها وشعرت أنها قدمت هذا الجيل النقي الفاضل في دنيا الملهيات والمغريات وهم بحمد الله وتوفيقه أكثر تماسكا وترابطا وخلقا وفضلا إلى جانب أنهم أكثر حكمة وحنكة وكياسة (متعهم الله بالصحة والعافية وجملهم بالصبر على فقدان والدتهم), عرفت أبناءها المهندس محمد والأستاذ أبراهيم والأستاذ أحمد عن قرب فوجدتهم من الجيل المتميز الذي سيبقي جيلا أخلص في العطاء. وتميز بالوفاء وهم بمشيئة الله ممن يشملهم قول المصطفي عليه الصلاة والسلام (وابن يدعو له) وهم ولا شك أهل للوفاء والبر بوالديهم ومن له مثل هؤلاء الأوفياء سيهدأ باله ويرتاح ضميره. إنني على يقين مما أقول (وأعلم أنهم لا يحبون أن يقال هذا عنهم مثل هذا القول), لقد كانت أم محمد القرعاوي غفر الله لها من جيل الريادة الذي صنع بإمكانات بسيطة الكثير والكثير وقدم لمجتمعه العطاء المخلص والمتميز في زمن افتقدوا فيه لكل الوسائل المعينة على الحياة وصعوباتها فكان جيلا مكافحا بإخلاص ووفاء. معتذرا لكل الزملاء من أبناء الفقيدة ولكل من قرأ سطوري هذه عما فيها من قصور فقد كانت الفكرة تتقافز مرتبكة في ذهني.. غفر الله للفقيدة وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وألهم أبنائها وشقيقاتهم وذويها ومعارفها الصبر والسلوان ولا يسعني هنا إلا أن أقدم العزاء لهم جميعا... إنا وأنا إليه راجعون.. [email protected]