في أبريل من العام 1945م كانت نهاية حياة الزعيم النازي (أدولف هتلر) منتحراً وبموته طويت صفحة من صفحات العربدة السياسية ونرجسية الزعامة. ولعل من الخطاب الناري للزعيم الألماني في مكتب استشارية الرايخ في مثل هذا الشهر من العام 1945م مما عجل بسقوط ألمانيا الهتلرية وقلب موازين القوى وبعيد الهزيمة جاء من على مسرح دار (الأوبرا) في برلين آخر خطابات (الفوهرر) وكان مختلفاً إذ كان تبريراً للهزيمة. أيضاً بشار ألقى خطابه ولعله الأخير على مسرح دار الأوبرا وبلهجة استعلائية تنم عن منهجية صنعت من الخارج لتدمير البقية الباقية من سوريا الشعب والأرض وهنا يكمن الفرق بين الشخصيتين عند المقارنة بين (هتلر) و(بشار) فالأول ينطلق من قناعاته أما الآخر فيبدو أنه مسير وفق أجندات رسمت لإضعاف أو تشريد الشعب السوري. وعلى الرغم من الموقف الدولي بعامة والأوروبي تحديداً المتماسك والمتفق -على الورق- حول فداحة الوضع داخل سوريا ووجوب التغيير بعد أن أفشلت كل الجهود المبذولة لإنقاذ الشعب السوري وذبول كل أوراق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ورقة تلو أخرى. وفي كل خطاب للرئيس ينتظر العالم شيئاً جديداً قد يستنبط منه إيماءة لمشروع حل قادم لمأساة شعب يذبح وأعراض تنتهك ولكن لا جديد سوى عودة إلى المربع الأول في مزيد تشبث بالسلطة وخيال جانح في إمكانية اندمال الجرح الغائر في خاصرة السوريين الشعب والأرض. ومما يثير القلق ما يعتري المعارضة السورية في الخارج من تفكك وتباين في وجهات النظر الأمر الذي شجع الروس أن يجرؤوا ويطلبوا من نخب المعارضة الخضوع للقتلة والتوقيع على إبادة ما تبقى من الشعب السوري. فهل سيطول الصمت أم ستنقشع الغمة بتواصل النضال وتحالف القوى الوطنية بدعم الخيرين ودعاء الصالحين فكل شيء يمكن أن يقال لو أن في سوريا دولة تحترم ذاتها لسقطت منذ أول انتفاضة والله المستعان.