برلين - أ ف ب، رويترز - يستقبل متحف في برلين ابتداء من اليوم، أول معرض في المانيا يعالج الأسباب التي دفعت شعبا حائراً الى النظر الى أدولف هتلر على أنه «المخلص» والانسياق وراءه في حرب مدمرة. وتضمن كتيب المعرض الذي يحمل اسم «هتلر والألمان» ما جاء في خطاب القاه هتلر في نورمبرغ عام 1936: «انها معجزة هذا العصر، أن تجدوني بين كل هذه الملايين من البشر، وإنها فرصة لألمانيا أن اجدكم». وأظهرت دراسة تصاعد الآراء اليمينية المتشددة في المانيا مع ابداء واحد من بين كل ثمانية من السكان رغبته في أن يرى بلده تحت قيادة زعيم قوي. ووجدت الدراسة أن أكثر من 13 في المئة من الألمان يوافقون على أن المانيا في حاجة إلى «فوهرر» -وهو لقب يعني (الزعيم) أطلق على ادولف هتلر- يحكم البلاد بقبضة قوية». ويقام المعرض بعد 65 سنة على الحرب العالمية الثانية، ويستمر حتى السادس من شباط (فبراير) المقبل في متحف التاريخ الألماني الذي شيده المهندس الأميركي ايو مبيغ بي، وهو يتناول الظروف التي حملت الشعب الألماني على الوثوق بهذا الرجل الى حدود الانسياق الأعمى. ويقول المؤرخ هانس اولريش تهامر المسؤول عن المعرض ان ما ينبغي شرحه هو كيف استطاع ادولف هتلر الذي عاش مغموراً ثلاثين سنة، ولم يتابع اي دروس ولم تكن له اي خبرة سياسية، أن يكون ذلك المخلص في نظر الألمان. ويوضح أن المتحف يرغب في إقامة المعرض منذ العام 2003، لكن التطرق الى ادولف هتلر خارج الإطار الأكاديمي المحدد مسألة دقيقة في ألمانيا. وكان مشروع أول عن معرض حول شخصية هتلر وخطاباته، قد اصطدم برفض الهيئة العلمية للمتحف بالإجماع، تخوفاً من أن يشكل نوعاً من الترويج «للشر». لكن المتحف عاد قبل ثلاث سنوات، وكلف تهامر العمل على موضوع عام عنوانه «هتلر والوطنية الاشتراكية». وتظهر في المعرض «صور أن قمع المعارضين السياسيين واضطهاد اليهود وترحيلهم، كل ذلك كان يجرى تحت أعين كل الناس». فيعرض مثلاً ملصقاً يوضح بالتفصيل كيف يؤدى سلام هتلر، وأوراق لعب عليها صور القادة النازيين، وسجادة تحمل شعارات نازية كانت تزين كنيسة. كما يعرض دفتر مدرسي، يمكن تصفحه الكترونياً، يظهر التعديلات التي أدخلها هتلر على النظام التعليمي لتخرج المدارس نازيين صغاراً.