لا مجال للشك أن وجود بشار الأسد على رأس السلطة بات هو المشكلة الأساسية في الأزمة السورية، وهذا هو بيت القصيد في الأحجية السورية، رئيس دولة، يخطب بالشعب في دار الأوبرا ومن ثم يمارس القتل بشتى أنواع السلاح، ويطرح مبادرة لمعارضة دون أخرى، دون أن يحدد المعارضة، ويرفض كل المبادرات الدولية، ويستخدم خطابا تعبويا فئويا بلغة استعلائية على الوطن والشعب، في أزمة وطنية وإنسانية أنهكت سورية. خطاب الأسد الأخير أقنع المجتمع الدولي بعد العربي والإقليمي أنه لا مجال للحل السياسي مع نظام الأسد، فبعد مضي عام وعشرة أشهر على الأحداث المؤلمة في سورية، ما زال الأسد يفكر بعقلية المؤامرة، رافضا الاعتراف بإرادة وسلطة الشعب ورغبته في التغيير، ويحاول أن يصور المسألة على أنها عدوان خارجي، شحنا للذات الوطنية. أمام حالة الإنكار للواقع التي يمارسها الأسد، لا بد من الحديث عن حل بديل للأزمة، وفي كل الأحوال فإن أي حديث عن الحل لا بد أن يستند إلى السوريين أنفسهم، خصوصا أن ثمة تطابقا حدث بعد خطاب الأسد بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير (معارضة الداخل) وائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية (معارضة الخارج)، وبناء على هذا التلاقي الجزئي بين الطرفين لا بد من البناء لخروج سورية من حكم الظلم، الذي بات صفة الدولة السورية اليوم. المطلوب الآن وحدة حقيقية للمعارضة بكل أطيافها السياسية والعسكرية لإيجاد منفذ آمن للشعب السوري.