لأن المسلمين الذين لم يتأثروا بالمستورد من مناسبات وافتعال للأفراح ولم يأخذوا بالبدع والخزعبلات فإن العيدين عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك لهما أهمية كبرى لدى هؤلاء المسلمين اعتزازا وفرحا فلا يكفي المسلم أن يفرح بهذين العيدين بل ينقل الفرح إلى أهله وإخوته وجيرانه والمجتمع بأسره، فبالإضافة إلى الهدايا والحرص على لبس الثياب الجديدة وخاصة لمن يتولى المرء ولايته من أبناء وعائلة فإن الواجبات والسنن الدينية كزكاة الفطر والأضحية أسلوب شرعي وعملي لمشاركة الآخرين أفراحهم ونقل الفرح والابتسامة لهم ولذلك فإن المسلمين حريصون,, وحريصون جدا على الاحتفال بالعيد,, ولأن أيام العيد لدى المسلمين سبعة؛ ثلاثة بعد صوم شهر رمضان وأربعة بعد أن يؤدي الحجاج فريضتهم فإن هذه الأيام لها قيمة ونكهة ومعنى لا يضاهيها افتعال المناسبات، ولهذا فإن المسلمين جميعا ينتظرون هذه الأيام المباركة. في اليوم الأول من هذه الأيام السعيدة والتي يجب أن تكون سعيدة أجدني بألم غير سعيد، ويشاركني في هذا الملايين من المسلمين الذين يرون إخوانهم في فلسطين السليبة وهم يكفكفون دموعهم ويشيعون شهداءهم وأبناؤهم يعودون منكسرين بعد أن منعهم أرذل أقوام الأرض اليهود الأنجاس من تأدية صلاة العيد في المسجد الأقصى. يفرح المسلمون ويعيد الأطفال ويتوجهون للملاعب وفي كثير من الدول العربية والإسلامية يتمادى الرجال والنساء في احتفالاتهم وربما في عربدتهم وصخبهم، وفي مدن فلسطين يقبع الأطفال خائفين من رصاصة موجهة للرأس أو الصدر، وإذا كان لهؤلاء الأطفال من لهو أو لعبة يفرحون بها فهي مداعبة حجر ثم قذفه باتجاه من قتل أباه أو أخاه أو حتى جاره أو ابن مدينته,, وإذا كانت لعبة أكثر إثارة فهي مقلاع يكون الحجر المنطلق منه أكثر قوة,, وأكثر إيلاما لأعداء الوطن والأمة والدين. اليوم يفرح مليار ونصف المليار مسلم بأول أيام عيد الفطر المبارك,, وثلاثة ملايين مسلم فلسطيني محاصرون محرومون من الفرح,, فهل نتذكرهم في هذا اليوم لنساعدهم حتى نفرح معهم في العيد القادم؟!! مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com