عام جديد ونبض جديد وبطموحات شابة، هذا الشيء سطره لنا عبر المستطيل الأخضر أفراد منتخبنا الوطني أمام منتخب الأرجنتين ثالث منتخب عالمي: نعم بوجوه شابة يحدوها الطموح والثقة بالنفس وبروح قتالية من غير إيذاء الآخرين أخذ هؤلاء الشبان الصغار في أعمارهم، الكبار في عطائهم وانتمائهم الحقيقي لهذا الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته، أثبتوا للآخرين أن الرياضة بصفة عامة، يأتي في مقدمتها كرة القدم، أنها في أيد أمينة تسير بخطوات ثابتة ومدروسة. نعم لقد ردوا وبقوة على كل من شكك في قدراتهم، لقد ردوا بقوة على كل المتشائمين الذين مع الأسف الشديد ذهبوا إلى الملعب وهم يحملون في مخيلتهم أن النتيجة سوف تكون كارثة، لقد نسي هؤلاء المحبطون أو تناسوا أن الرياضة ليست بالأسماء إنما بالعطاء داخل الملعب: بهؤلاء الشباب وبعد التوفيق من الله عز وجل وتضافر الجهود ونكران الذات، أقول نحن متفائلون بغد مشرق -إن شاء الله- للكرة السعودية وعودتها إلى ماضيها الجميل الذي عرفت به، إذاً ومن هذا المنطلق أقول حان الوقت لكي نزرع الثقة في هؤلاء الشباب وأن نقف خلفهم، خصوصاً أن هناك مناسبات كروية تنتظرهم يأتي في مقدمتها دورة الخليج: نعم أيها الشبان حقاً لقد كنتم في مستوى المسؤولية وأنتم تلعبون أمام منتخب الأرجنتين القوي بنجومه ولكن بتوفيق من الله عز وجل أثبتم أنكم ند لهم: نعم إننا لا نستطيع أن نصف لكم شعورنا ونحن نتابع إصراركم وروحكم القتالية أثناء سير المباراة مع منتخب الأرجنتين القوي، ولكن عزاءنا الوحيد هو دموع الفرح والفخر والاعتزاز بكم لأنكم بحول الله وتوفيقه سوف تحملون لواء الكرة السعودية، وسوف يكون لكم مكان واسع على الخارطة الرياضية، حقاً ما أروعه من مستوى مميز سوف نظل نذكره لكم ونحن واثقون بحول الله أنكم سوف تكررون هذا المستوى في القادم. أما نحن فسوف نحترم لكم هذا الإنجاز، نقولها: إن ثقتنا كبيرة وكبيرة جداً بعد الله عز وجل في أبناء الأخضر ورجاله الذين تعودنا منهم الإبداع والتضحية والروح القتالية بشرف ومن غير إيذاء الآخرين، يدفعهم في ذلك حب الوطن وسمعة الكرة السعودية.. ولو رجعنا إلى الوراء لوجدنا أن منتخبنا يلعب بمزيج من لاعبي الخبرة، وبوجوه شابة تملك الطموح والإصرار وإثبات الوجود، وهي قادرة بحول الله عز وجل، إذا حان الوقت لكي نثبت نحن الجماهير السعودية انتماءنا الحقيقي لهذا الوطن، وذلك من خلال وقوفنا خلف منتخبنا الوطني وهذا أقل واجب نقدمه للوطن. واعيباه نعم أقولها لكل المتشائمين والمحبطين الذين -مع الأسف الشديد- شاهدناهم وهم يرفعون أعلام المنتخب الأرجنتيني أثناء سير المباراة أمام منتخبنا الوطني، أي وطنية يدعيها هؤلاء الذين وصل بهم الانحطاط الفكري إلى هذه الدرجة يا ساتر، أين الانتماء الحقيقي لحب الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته، وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال: من هم أفراد منتخبنا؟ أليسوا هم ابني وابنك، أخي وأخوك، صديقي وصديقك؟ إنهم بحاجة إلى أن نقف خلفهم لأنهم بحول الله عز وجل من سيعيد أمجاد الكرة السعودية بعد تضافر الجهود وقبل ذلك التوفيق من الله الكريم، أيها المتشائمون المحبطون اتركوا المدرب ريكارد ورفاقه يعملون بعيداً عن إحباطاتكم وتشاؤمكم: نعم لقد خيب شباب الأخضر ظنكم وأثبتوا أنهم في مستوى المسؤولية، وما أجمل النقد عندما يكون موضوعياً مبنياً على أساس من الفهم والدراية بعيداً عن استفزاز الآخرين أو خدش كرامتهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية، وكما ورد في الحديث الشريف (الكلمة الطيبة صدقة).. فقد قال بعض العلماء (ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر).. وكما يعرف الجميع أن النتائج والمستويات المميزة لا تأتي بين يوم وليلة، إذاً، سواء الجهاز الفني أو أفراد المنتخب، فهم بحاجة إلى أن نعيد فيهم الثقة بعيداً عن استفزازهم أو نقدهم بعبارات خارجة عن العرف الرياضي، خصوصاً أنهم مقبلون على مشاركات خارجية فيها من القوة الشيء الكثير في مقدمتها دورة الخليج. وبالله التوفيق. الرياض