متدثرة بالدعم الصارخ وغير المحدود من قبل واشنطن والعواصم الغربية، عرقلت تل أبيب الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بسبب بسيط هو عدم جدية من توافدوا على عاصمة الكيان الصهيوني في فرض وقف عربدة إسرائيل في المنطقة وممارستها دور الإرهاب المطلق على شعب كامل. قوات الاحتلال الإسرائيلي أزهقت أرواحاً أكثر من 150 شهيداً فلسطينياً في ثمانية أيام معظمهم من الأطفال والنساء، ودمرت المباني السكنية ومقرات دوائر الخدمات في قطاع غزة، ومع هذا تصدر الأقوال والتصريحات من واشنطن والعواصم الغربية مساندة الإرهاب الإسرائيلي بزعم أن إسرائيل تواجه حرباً إرهابية موجهة ضد «شعبها» وأن أعمالها الانتقامية دفاعاً عن أمنها...!! هذا القول البعيد كل البعد عن الواقع هو الذي يشجع إسرائيل ويدفعها الآن إلى رفض كل جهود الوساطة التي تقوم بها أمريكا في حين تقول وزيرة خارجيتها السيدة كلنتون بأن دعم أمريكا لأمن إسرائيل صلب كالصخر...!! أما نظراؤها وزراء الخارجية في الدول الغربية فلم يجرؤ أحد على القول لإسرائيل (كفى)... فهم لا يشاهدون طائرات ال F16 ولا قذائف البوارج الإسرائيلية ومدفعيتها التي أوقعت كل هؤلاء الشهداء في قطاع غزة، فقط يشاهدون صواريخ القسام التي ترد على عدوان إسرائيل. كلنتون ووزراء خارجية الدول الغربية يعرفون أن إسرائيل تحتل أراضٍ فلسطينية وأن المقاومة الفلسطينية تقوم بما يفرض عليها واجب مواجهة الاحتلال وأن إطلاق الصواريخ يأتي رداً على عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين. ولهذا فإن المقاومة لا يمكن أن تهدد أمن إسرائيل إذ ما أنهت احتلالها للأراضي الفسطينية، وحتى جهود التهدئة والهدنة التي يقول الدبلوماسيون الغربيون إنهم يسعون إلى إقرارها تعرقل حكومة نتانياهو إبرامها لأن الفلسطينيين يصرون على ربط وقف إطلاق النار والهدنة برفع الحصار عن أهل غزة الذين يمنع عنهم الغذاء والدواء. شعب يراد له أن يموت جوعاً وتمنع عنه الأدوية والمساعدات الإنسانية في حين يتقاطر من أوروبا وأمريكا الوزراء للحفاظ على أمن المعتدي الذي يحاصر شعباً حتى يموت...!! ستظل إسرائيل ترفض أي جهود سلام، وتظل تشن الحروب العدوانية طالما حظيت بالدعم والمساندة الوقحة من الدول الغربية التي لا يخجل وزراؤها من القول إنه يجب الحفاظ على أمن جيش محتل والإبقاء على حصار شعب حتى يموت أهله جميعاً. [email protected]