تعرضت مناطق في جنوب العاصمة السورية الاربعاء للقصف، تزامنا مع شن الطائرات المقاتلة غارات صباحا على شمال غرب سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام قتل فيه 189 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد في رسالة الكترونية «سقطت قذائف عدة صباح اليوم - الاربعاء - على مخيم فلسطين بمدينة دمشق»، من دون ان يحدد مصدر هذه القذائف. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المنطقة «تشهد عملية عسكرية، لذا يصعب تحديد مصدر القصف على المخيم». من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية صباح امس عن «بدء القصف المدفعي على شارع فلسطين وحي التضامن». وكان المرصد اشار الى ان خمسة مقاتلين معارضين قتلوا منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء «خلال اشتباكات وقصف من قبل القوات النظامية على مخيم اليرموك وحي التضامن» في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي العسالي المجاور للقصف من القوات النظامية. وأصبحت فرنسا أول دولة اوروبية تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية كممثل وحيد للشعب السوري وقالت الثلاثاء انها ستدرس تسليح المعارضين في مواجهة الرئيس الاسد بمجرد أن يشكلوا حكومة. وتشهد المناطق الجنوبية من العاصمة في الفترة الاخيرة تصاعدا في القصف والاشتباكات. وكانت اشتباكات عنيفة دارت الثلاثاء في حي التضامن الذي تعرض للقصف من قوات الاسد في محاولة للسيطرة عليه، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق الذي يشهد تشديدا في الحملات العسكرية ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، تحدث المرصد عن مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين اثر كمين نصبته لهما قوات الاسد في الغوطة الشرقية. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، شن الطيران الحربي السوري صباح امس الاربعاء غارات على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من المدينة، والمحاصر منذ نحو شهر. واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من اكتوبر بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطرق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، الا ان قوات النظام عادت وتقدمت خلال الايام الاخيرة على هذه الطريق واستعادت عددا من القرى. كذلك قال المرصد ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا في قصف بالطيران الحربي والمدفعية صباح امس الاربعاء على بلدة التح في ريف إدلب. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تتعرض مدينة دير الزور لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد الذي اشار الى ان المدينة «تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة». واشنطن ترحب بائتلاف المعارضة السورية وفي بيرث رحبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس الاربعاء بتشكيل ائتلاف جديد للمعارضة السورية واعتبرته خطوة مهمة ستساعد واشنطن بدرجة أكبر على توجيه مساعداتها لكنها لم تصل الى حد الاعتراف الكامل به أو الوعد بتسليحه. وأصبحت فرنسا أول دولة اوروبية تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية كممثل وحيد للشعب السوري وقالت الثلاثاء انها ستدرس تسليح المعارضين في مواجهة الرئيس الاسد بمجرد أن يشكلوا حكومة. لكن واشنطن تقول انها تريد أن ترى كيف سينظم الائتلاف نفسه وتريده أن يثبت أنه ممثل فعال يمكنه التأثير على الاحداث على الارض في سوريا. وقالت كلينتون للصحفيين في بيرث باستراليا (كنا ندعو منذ فترة طويلة لمثل هذا التنظيم. نريد أن نرى ان قوة الدفع مستمرة). وأضافت (مع اتخاذ المعارضة السورية لهذه الخطوات واظهار فاعليتها في احراز تقدم باتجاه سوريا ديمقراطية تعددية سنكون مستعدين للعمل معهم على تقديم المساعدة للشعب السوري). وبعد 20 شهرا من اندلاع انتفاضتهم الدامية ضد الاسد وقعت المعارضة السورية اتفاقا في قطر يوم الاحد لتشكيل ائتلاف بقيادة معاذ الخطيب الامام السابق في دمشق والذي دعا للاعتراف الدولي بالكيان الجديد. وأعلنت كلينتون امس مساعدات انسانية اضافية بقيمة 30 مليون دولار للمتضررين من الصراع في سوريا بعد محادثات في بيرث مع نظيرها الاسترالي بوب كار ووزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ونظيره الاسترالي ستيفن سميث. وقالت كلينتون ان المساعدات البالغة 30 مليون دولار ستساعد على توفير الغذاء المطلوب بشدة للجوعى داخل سوريا وللاجئين الذين فروا الى تركيا والاردن ولبنان والعراق. وستقدم المساعدات من خلال برنامج الاغذية العالمي الذي يوفر المساعدات الغذائية لاكثر من مليون شخص في سوريا وقرابة 400 ألف لاجئ في الدول المجاورة. وذكرت كلينتون أن المبالغ الاضافية رفعت المساعدات الامريكية الانسانية للمتضررين من الازمة السورية الى 200 مليون دولار. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة تقول انها لا تزود المعارضة السورية في الداخل بالاسلحة وتقصر مساعداتها على المساعدات الانسانية غير الفتاكة فانها تعترف بأن بعض حلفائها يقدمون تلك المساعدات. وتقول روسيا أكبر داعم للاسد ان ذلك يظهر أن القوى الغربية عازمة على تحديد مستقبل سوريا. قصف بلدة رأس العين كما قصفت طائرة حربية سورية بلدة رأس العين قرب الحدود التركية لليوم الثالث امس الاربعاء في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاسد غاراتها الجوية لاجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة. وقال مراسل لرويترز في بلدة جيلان بينار التركية الحدودية ان الطائرة وجهت ضربتين قبل ان تلف وتعود لتقصف مرة أخرى مما أدى الى اهتزاز المباني على الجانب التركي من الحدود وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الى الهواء. وهذا هو اليوم الثالث من القصف الجوي الذي قرب مرة أخرى الحرب السورية الى الاراضي التركية ومثل اختبارا لتعهد انقرة سابقا بالدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف من سوريا. وسيطر مقاتلو المعارضة على بلدة رأس العين في الاسبوع الماضي خلال زحفهم الى شمال شرق سوريا الذي يسكنه عرب وأكراد مما تسبب في أكبر حركة نزوح للاجئين خلال هذا الصراع. وقال مسؤول أمني لرويترز انه على بعد نحو 140 كيلومترا الى الغرب تم اخلاء ثلاث قرى حدودية تركية الثلاثاء مستندا الى (دواع أمنية). وقالت تقارير صحفية تركية ان اجمالي عدد سكان القرى الواقعة في منطقة سوروك باقليم شانلي أورفة يقدر بنحو ألف نسمة. ورفض المسؤول الاسهاب لكن هذه الخطوة تعني احتمال اتساع نطاق اشتباكات حدودية.