العيد يجمع الناس، يُنسيهم أتراحهم.. يغلفون فيه أحزانهم.., يرمونها بعيداً عن مجرى شعورهم.. يلتقون عند بسمة.., وهي تركض ببهجتها في أرواحهم.. يلتفون حول لقمة..، وحبة حلوى.., وجملة دعاء.. كأنهم والأفراح مزيج متجانس،..! كأنهم والأتراح ضدان.. ! كيف لكلمة العيد في مفهومها العميق المؤثّر عند نطقها تجادل كل نبضة في حسهم، ولحظتهم، وانفعالاتهم.. ؟! فيه العيد، حتى المختلفين فيهم يتفقون، والمتخاصمين منهم يصطلحون، والمتجافين بينهم يقتربون...! إذن العيد موسم الأرواح.. أجل موسمها.. هو هبة الإله لها هذه الأرواح، في زخم الحياة, جروحها وكسورها, أحزانها ومباغتاتها، تضادها وتشابهها، سلبها وقسوة مواقفها..!! بوجوهها العديدة الداكنة، والمظلمة، والمؤلمة..!! يأتي ليكسوها بحلل البهجة، ويغسلها بمطر الطهر، ويزوّدها بقوة التقوى، ويرفعها من حضيض الجهالة..!! العيد موقف لانتقال معاكس لهذا الواقع.. لترفرف الأرواح في ملكوت الصفاء، اليقين، التحلل من أثقال الدنيا..! تحليق حر طليق لكل نبضة في الإنسان ..حيث يلتقي بمآثر الرحمن فضله.., وكرمه.., وهباته.. والإنسان يحتاج تزميناص لهذا الموسم, حيث شاء له الله أن يكون بعد صومه، وبعد حجه.. لتسمو فيه عقيدته.. ويتجلّى يقينه... عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855