في عام 1976م، فاز فيلم اسمه محطة التلفزيون (The Network) بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم، وكانت فكرة الفيلم تدور حول أن إحدى محطات التلفزيون الأمريكية قابلت رجلاً كهلاً وسألته عن الأوضاع المعيشية، فانفجر غاضباً، وبدأ بالشكوى، ثم زادت نبرة صوته، واحمر وجهه، وكاد يتشنج، وهو ينتقد الأوضاع المعيشية، واكتشفت المحطة أن ذلك اللقاء قد وجد قبولاً شعبياً واسعاً، ونتيجة لذلك دعته المحطة إلى تقديم برنامج يتمحور حول شكواه من الأوضاع المعيشية. وأخيراً لاحظت المحطة أن نسبة المشاهدة بدأت تقل، مما يعني أن المشاهدين قد بدأوا يملون من فكرة البرنامج.. ونتيجة لذلك اجتمعت إدارة المحطة، وتوصلت إلى فكرة جهنمية، وهي أن يتعاقدوا مع صعلوك ما، يقوم بإطلاق النار على مقدم البرنامج، حيّاً على الهواء، لكي تتحسن نسبة المشاهدة.. ثم يعينون شخصية جديدة لتقديم البرنامج، لأن الهدف كان مادياً، لغرض الإبقاء على حجم الدعايات، والإعلانات السابقة. تذكرت ذلك الفيلم، وأنا أناقش مع زملاء لي موضوع برنامج الثامنة للأخ داوود الشريان (ولا أعني قتل الأخ داوود)، ولكن أثار المشاركون في النقاش عدداً من الأسئلة، وهي: - هل فكرة البرنامج هي لإبراز ظواهر سلبية في حياتنا اليومية؟ أم هي لغرض التنفيس للاحتقان الموجود في المجتمع، والمتعلق بمختلف قضايانا الاجتماعية، والمعيشية؟! - هل تُمثّل فكرة البرنامج تغييراً في فكر المؤسسة الإعلامية، والتي كانت تحاسب كل من ينتقد أوجه القصور في أداء الحكومة، واليوم هي تقبل، وربما تشجع ذلك النقد، لغرض التعرف على توجه الشارع، واقتناعاً بمبدأ الحاجة للتنفيس، بديلاً عن الاحتقان!! - هل ساعد البرنامج في إيجاد حلول للمشاكل والقضايا التي طرحها؟ أم هي بقيت حبراً على ورق؟! - هل أسلوب الأستاذ داوود استفزازي؟ واستعراضي؟ أم شعبي؟ وعامي؟ وهل هو يساعد قضاياه بذلك الأسلوب؟ أم لا؟؟ رأيي الشخصي هو أن أي جهد يُتاح لإبراز مشاكلنا الاجتماعية، والمعيشية، فذلك مكسب نحققه للمجتمع. أما المُحاور الذي أرتاح له، فهو من يمتلك الخصائص التالية: 1 - ألا يقاطع الضيف، قبل أن يكمل وجهة نظره. 2 - ألا يطيل الحديث، والمداخلة. 3 - أن يسأل كل الأسئلة التي تتمنى كمشاهد سؤالها للضيف. 4 - أن ينتهي الحوار دون أن تعرف بالضرورة الرأي الشخصي للمحاور. وخير مثال على تلك الصفات، هو رجل الإعلام المخضرم لاري كينج. ما هي علاقة هذا الموضوع بالشأن الاقتصادي؟ والإجابة سهلة، فالاقتصاد هو الشأن المعيشي للناس. [email protected]