اليوم الأول في التقويم لشهر ذي الحجة...، وستمضي أيامه النصف منه... ويعود الحجيج أدراجهم من حيث أتوا.. وتعود تهدأ مكة في كنف قدسيتها،... ومهابة البيت العتيق،... ومختلف مشاعرها.... تتلاشى الأصوات من صخب المتبتلين...، الذاكرين...، الحاجين...، ومقيمي الصلاة...، الراجمين...، المحرمين...، الطائفين...، الساجدين...، الراكعين... الباكين..، الخاشعين...، المستغفرين...، التائبين...، المثقلين بهمومهم... الراجين آمالهم...، الخائفين ذنوبهم...، الآملين نصرتهم... محملين برجاء القبول...، مبتهجين باستشعار الإجابة ...، وبأحلام كثيرة.. وبشارات تحلّق فيهم..، تطوف بها جوانحهم.. ومخيلاتهم... فالله قريب من عباده حد الوريد...، مقيم في عمق الباطن في كل ذرة، ومسامة... برحمته ينزل السكينة...، وبلطفه يطمئن النفوس...، وبوعده الذي لا يُخلف، يملأ الجوف بالرضاء... وبالهدوء..، وبفرح تبتسم له محيّا كل وجوه ملايين الحجيج الذين قصدوه بكل هذا... يبدأ اليوم الشهر الفضيل...، وسينتهي غمضة عين... فكل حج وعباد الله النازلين مكة في قبول...، وإلى إجابة... وعند كريم، قريب، عزيز، رحيم مجابين...، يتقبلهم بقبول حسن... ويحقق دعواتهم بفضله، وكرمه... ويعفو عنهم عفواً لا يدع لهم معه ذنباً، ولا خطأ..، ولا خوفاً... ويشملهم بعين رحمته، تنزل بحاجاتهم فيقضيها...، لا يردون خائبين من مكة.. ويلطف بكل المسلمين، والمسلمات بالخير..، والأمان. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855