تلوح في أفق الآتي.. والأرض جفت العروق فيها،... تصببت عرقا، والحر قائظ.. وأنت تتكتل في جِعابك... تنتظر قوافل البخار.. تصاعد إليك من عيون البحور, والأنهار ماؤها.. وما انهمر من عيون البشر... ومسامتها.. حتى الأسماك الملونة الصغيرة، تتقافز في انتظار ألوان الطيف، وأوبتك يا مطر.. حتى الفراشات، والدواجن، وكفوف الصغار اللدنة تتجه لك.. طالت غيبتك.., واستغثنا لأجلك.. وأنت تتراءى في مخيلات الانتظار حين تغرب الشمس... ويلوح موسمك.. من هناك.. من حيث منازل السحاب، والضباب، والتحليق،.. لكنك بعدُ ما غادرت منازلك مكتنزاً أجنَّتك بفورة الهطول.., ولا بشَّرْتَ بموعد ٍ.. وهم.., ما الذي أعدوه لك..؟ الشعاب، والبلاد، والجبال، والمدن، والسفوح، والسطوح..., والوجوه، وورق الشجر، وكفوف البشر، والدواب في فلواتها، والحشرات في مخابئها، والظمأى في لهاثهم.. ينتظرونك يا مطر.. لكن، ما الذي أعدوه في توجس هدرك، وصبيبك، وهطولك، وفيضك..؟ مَن مِن منتظريك ستأخذه بعيدا عن داره وأهله حين تتدفق، فتسيل..؟ وكم من غرقاك ستهيل عليهم أتربة المقابر حين تجرف وتهرف..؟ وما الذي سيحدث للطرقات، وصدور الصغار، وأقبية الأنفاق..؟ أي مسارب مُهدت لك..؟ و المسامات في الثرى تتلهف استقبالك..؟ ما الذي سيأتي معك يا مطر.., والناس تواقة لك، وكل ما على الأديم. يتقيظ عطشا إليك..؟ لكن، ما الذي تخبئه غفلة الناس في حضور عنفوانك..؟ وأنت قد توهَّجتْ مراكبُك في مداراتها، وقرب القدوم.. وكلنا نتطلعُ السماءَ...؟ عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855