أصبح الفن التشكيلي رمزاً ورافداً ثقافياً يضيف عنواناً مع العناوين الكثيرة لمشاهد ومظاهر الحضارة الإنسانية في خليجنا العربي، كسب بها إعجاب المشاهدين له في كل معرض يُقام خارج المنطقة يحمل فيه هذا الإبداع من المبدعين رسائل حب وسلام إلى العالم بمضامين جمالية وإنسانية استلهمت من التراث البيئي والاجتماعي بأساليب حديثة معاصرة، وفي خطوة رائعة تمت بالتعاون بين وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة وبين الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أُقيم معرضان متبادلان يحملان عنواناً واحداً (الفن المعاصر) لكل دولة على حدة، حيث أقامت الجمعية الكويتية معرض الكويت المعاصر في الرياض.. تلا ذلك إقامة معرض الفن السعودي المعاصر في الكويت، وقدم خلال المعرضين نماذج قرَّبت كثيراً من حقيقة التلاقي في القواسم المشتركة التي يعيشها الفنانون متخطين بها الحدود وموحدين القلوب، استحضروا خلالها القيم والمبادئ والعادات والتقاليد المشتركة التي عبَّروا عنها برمزية وتجريدية لا تخرجها من أصولها أو تفصلها عن جذورها. وقد اكتسب معرض الفن الكويتي المعاصر الذي أُقيم في الرياض وافتتح على شرف د. ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام إقبالاً متميزاً من الجمهور المختص أو المتذوق، بعد ذلك شارك معرض الفن السعودي المعاصر منتقلاً من الرياض إلى الكويت في الاحتفالية التي أقامتها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بمناسبة مرور 45 عاماً على تأسيسها افتتح على شرف معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء في دولة الكويت الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح الذي أشاد بالمستوى الفني الرفيع للفن التشكيلي. وقد حقق هذان المعرضان الأهداف المرجوة منهما وفي مقدمتها تبادل الخبرات والتجارب على مستوى سبل التنفيذ وأدوات التعبير والبحث عن الخطوات الجديدة للرفع من مستوى حضور الفن الخليجي عالمياً عبر اللقاءات الحوارية المفتوحة بين المشاركين. وقد رأسَ الوفد الكويتي في الرياض الفنان عبد رب الرسول سلمان ومجموعة من التشكيليين والتشكيليات من الكويت خلال إقامة معرضهم في الرياض، ورأسَ الوفد السعودي للكويت الدكتور صالح خطاب مدير قسم الفنون التشكيلية في وكالة الثقافة والأستاذ أحمد الفضل وحضور عشرة فنانين من المملكة يمثلون الأجيال التشكيلية.