الراصد للفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم يلحظ أن هناك تبريرات يوردها بعض المعلقين من السياسيين والمحللين الإعلاميين بقصد تفسير غضب الشارع الإسلامي والهدف منها التقليل من شأن ما حدث ومن تلك: - أن هذا العمل من صنع الدوائر اليهودية لإسقاط وإحراج الرئيس الأمريكي اوباما. - أن ردة الفعل جاءت من دول الربيع العربي: تونس، ليبيا، مصر، اليمن. نظرا للانفلات السياسي والأمني. - العنف الذي أعقب نشر الفيلم بسبب الفقر والجهل والحرمان في الوطن العربي. - أن هذا العمل ساقط فنيا وضعيف دراميا ويجب أن لا يلتفت له. - ردة الفعل كانت غوغائية غذتها الحالة الاجتماعية في العالم الإسلامي بسبب التهميش السياسي. هذه مبررات لا تلغى المضمون الأساسي الذي تقوم عليه فكرة وثقافة أصحاب الفيلم والتي تحمل نبرة الكراهية والحقد على الإسلام والغيرة والحسد من هذا الدين الذي زحف من يابسة جزيرة العرب إلى مياه وشواطئ العالم في شرق آسيا وجنوب ووسط أوروبا وإفريقيا ووصلا غربا الأمريكيتين حيث عبر مياه المحيط الأطلسي ووصل إلى القارة الأمريكية غربا,و الهند شرقا وغطى جزر المحيطات الهندي والهادي والأطلسي, وأقاصي جبال شرق آسيا ووصل حتى الجبال الثلجية في أقصى شمال أوروبا الدول الاسكندنافية... النزعة الدينية الحاقدة قادت أصحاب هذا العمل إلى الانتقام من الدين الإسلامي الذي أسس دولة خلفت الإمبراطوريات التي قبلها في بلاد فارس -الساسانية- وفي بلاد الشام بيزنطة التي قضى عليها نهائيا السلطان العثماني محمد الفاتح في منتصف القرن (15) الميلادي... مهاجمة السفارات والغضب من الحكومات الغربية قد لا يكون هو الحل لأن مثل هذه الأعمال ليست أعمالا حكومية وليس له صلة بالجهات الرسمية. هذه سلوك أشخاص وجماعات قد تحميها الدول تحت مظلة حقوق النشر والإنسان والرأي, ومن هذا المنطلق يجب أن تتوجه المؤسسات الحكومية والحكومات الإسلامية لحماية مجتمعها المسلم من خطر الاعتداء والتشويه والتهميش والازدراء تتوجه لمطالبة الحكومات والمنظمات العالمية حماية الأفراد والجماعات الإسلامية داخل حكوماتها من خطر المهاجمة والاعتداء الجسدي والإيذاء النفسي والفرز العنصري في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا التي تحاصر المسلمين بالحجاب أو شخصية المسلم المتطرف والمتشدد في حين تترك المجال لجماعات عنصرية وعقائدية في رسم شخصية للإنسان المسلم بأنه مبتذل ونزق ولا أخلاقي والتشجيع من خلال حرية الرأي على اضطهاده وعزله.