في الوقت الذي تعمل فيه الدولة, كما تحرص كل الأمم على تعليم الأفراد، وقياس نسب الأمية في الشعوب، والعمل ليل نهار على قدم وساق من أجل إقامة المدارس وإشاعة التعليم، وتجديد وتطوير وتحديث كل شأن في شأنه، والتنقيب بفانوس، وشمعة, ومصباح, «ولمبة»، عن أي مخبأ جهل، وأمية في البادية، والحضر, والمدن، والقرى، بل فوق رؤوس الجبال.. نقرأ عن صغار منعهم أهلهم عن الذهاب للمدارس، ليس لعدم رغبة في تعليمهم، وإنما بحسرة عدم توفير مدرسة لهم، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهم يطالبون بفتح مدرسة في مركزهم، والطريق خطرة، والنقل الآمن غير متاح والروح أو المجازفة بها..؟ والتعليم أو الموت في سبيله..؟. والمدرسة ومنافعها، أو الطريق ومخاطره.؟ أو كلاهما،... ولا يوجد أيهما..؟ وأين..؟ هنا في بلادنا العزيزة.. هذه مأساة (فأبناء مخطط الرافعية في مركز الرديفة «14» كم غرب محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف)، الذين منذ 1400 وأولياء أمورهم يطالبون أربعة وزراء تعليم بفتح مدرسة لأبنائهم، لم يحظوا بالإجابة، حيث كلما طالبوا جاءهم الجواب: لا تسمح الميزانية الجزيرة -الثلاثاء 17-10-1433 ع- 14586 فما كان منهم إلا منع أبنائهم من الدراسة، (لرفض وزارة التربية والتعليم فتح مدرسة لأبنائهم الذي يقدر عددهم بنحو «90» طالبًا. ومخطط الرافعية الذي يفصله طريق حائل الجوف عن مركز الرديفة. يعاني أهالي هذا الحي من مخاطر الطريق عند ذهاب أبنائهم للمدارس خاصة الصغار في المرحلة الابتدائية) الخ الخبر. فهل يعقل أنه منذ 1400 وإلى 1433 استمرار المشكلة، وعدم استجابة الوزارة بمسؤوليها جميعهم..؟ وهل حقا بلغت الوزارة قضيتهم؟ أم في نشر الجزيرة للخبر الآن ما يفتح الباب إليها..؟ إذ هل الميزانية مذ ذاك، وإلى الآن لا تسمح..؟ والأرقام التي تطرحها الدولة كل عام للتعليم لا تشي بمثل هذا العذر, ولا تقره.. إنه إن كان الأمر يتعلق بقلة عدد الطلبة، وفي تصور أحد أنه لا يؤهل بمكابدة فتح مدرسة، فإن المدارس تنشأ على أقل منه، لأن الهدف أكبر من هذا العدد بكثير.. ثم أيضا في أشد حالات عدم القدرة لفتح مدرسة مصغرة في المكان، فإنه لم يكن يمنع المسؤولين في إدارة تعليم الجوف من التنسيق بين الوزارة، والجهات المختصة بالطرق لتمهيد طريق آمن بين المخطط وأقرب مدرسة إليه.., أو حتى إنشائه إن لم يكن، وجعله ميسورا متاحا، مع توفير مواصلات تتولاها إدارة تعليم منطقة الجوف، فهذا جزء من مسؤولية التعليم الرسمي, وإلا ففتح مدرسة مصغرة لا شك في قدرة الوزارة المادية،.. ولتخفيف معاناة ورفع كربة 33 عاما عن سكان المخطط المذكور. إن التعليم الذي انتشر حتى في الفجاج، لا يعجز مسؤولوه عن تمكين أبناء مركز الرديفة بمخطط الرافعية في الجوف, من التعليم, والتمتع بمزايا تتوفر لطلاب المدارس الحكومية في أنحاء البلاد، بل خصهم حسب الوضع بعناية فائقة من أجل حق مشاع كالماء والغذاء.. حرمانهم منه قتل وموت، وأي موت..؟ عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855