شددت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام أعمال الدورة ال 124 للمجلس الوزاري في جدة مساء أمس الأحد على (أهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة) في سورية، في الوقت الذي تواصلت فيه أعمال العنف والقصف في عدد كبير من المحافظات السورية حاصدة أكثر من 103 قتلى هم 66 مدنياً و27 جندياً نظامياً وسبعة مقاتلين وثلاثة منشقين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية في مستهل افتتاح أعمال الدورة أن من القضايا التي تتطلب اهتمام المجلس الوضع في سورية الشقيقة، مشيراً سموه إلى استمرار القتل والتنكيل بالمدنيين الآمنين, مؤكداً في الوقت نفسه أهمية سعي المجلس لتوظيف إمكاناته لتحقيق حل سريع لهذه الأزمة يسهم في حقن الدماء وحماية المدنيين، ويمكن الشعب السوري من الدفاع عن نفسه أمام آلة القتل والتدمير الحكومية. وشدد الاجتماع الوزاري الخليجي في بيان ختامي (على أهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سورية يحفظ أمنها واستقرارها ووحدتها)، كما دان استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة إمعان النظام في استخدام كل الأسلحة الثقيلة). واكد (ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري وإيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة) . ونددت دول المجلس في ختام اجتماعها أيضاً ب(تدخلات) إيران في شؤونها الداخلية مجددة في الوقت ذاته (مواقفها الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال) طهران للجزر الإماراتية الثلاث في مياه الخليج طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. كما (دان المجلس السياسات العدائية والتصريحات التحريضية التي تصدر من بعض المسؤولين الإيرانيين) وطالب طهران ب(التوقف عن هذه الممارسات وعدم استخدام القوة أو التهديد بها بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها). وتواصلت المعارك والتفجيرات أمس حيث تعرضت أحياء وقرى في عدة محافظات سورية إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تخوض اشتباكات مع المعارضة المسلحة في اكثر من موقع في وقت أصيب أربعة أشخاص بانفجار عبوتين ناسفتين قرب مقرات أمنية في وسط دمشق. وبحسب المرصد، تعرضت أحياء الإذاعة والصاخور والشعار ومساكن هنانو في حلب (شمال) وقرى البريج وأم خرزة في ريفها إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية؛ ما أدى الى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل في حين أكد التلفزيون السوري الحكومي ان (تفجيراً إرهابياً) ناجماً عن عبوتين ناسفتين وقع في حي أبو رمانة الذي يضم مقرات أمنية في وسط دمشق. ويضم الحي المستهدف الواقع في وسط العاصمة السورية فروعاً أمنية فيما تحتضن المنطقة عدة سفارات وكتيبة الحراسة المستهدفة المكلفة بحماية مبنى هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين القريبة من أبو رمانة. وفي خضم التطورات الميدانية المتسارعة فقد حاصر المعارضون السوريون المسلحون أمس مدينة حارم المحاذية للحدود مع سورية عبر إقفال الطرق المؤدية إليها بوجه عناصر الجيش وقوى الأمن السورية الذين يتمركزون في مبان رسمية في المدينة والقلعة القديمة. وتقع حارم على سفح جبل على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود مع تركيا. وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فقد بلغ عدد ضحايا أعمال العنف في سورية 26283 قتيلا على الأقل فيما سجل وقوع 5440 قتيلا خلال شهر أغسطس الماضي وحده ليصبح هذا الشهر الأكثر دموية منذ اندلاع الانتفاضة السورية في آذار - مارس 2011. في هذه الأثناء قرر المجلس الوطني السوري توسيع إطاره التمثيلي ليضم ممثلين لمجموعات معارضة جديدة، كما أعلن عن تعديل آلية اختيار قادته لتصبح عن طريق الانتخاب. واتخذت هذه القرارات أثناء اجتماع لقيادة المجلس في ستوكهولم انتهى مساء السبت تم خلاله تمديد ولاية رئيسه عبد الباسط سيدا حتى نهاية سبتمبر الحالي بعدما كان من المفترض ان تنتهي في التاسع منه. كما تم الاتفاق على عقد مؤتمر عام للمجلس الوطني في نهاية سبتمبر بحسب ما قال المتحدث باسم المجلس جورج صبرا لفرانس برس. وقال صبرا في حديثه إلى فرانس برس: ان تيارات جديدة من المعارضة ستنضم إلى المجلس الوطني السوري. هناك خمس إلى ست مجموعات من داخل وخارج سورية ستنضم إلى المجلس الوطني السوري. وأضاف صبرا ان عدد أعضاء المؤتمر العام للمجلس سيرتفع من نحو 300 إلى 400 عضو وستتمثل كل مجموعة معارضة بعشرين عضواً.