نعم فقد تغيرت الأجيال وتتابعت متأثرة بالعوامل المحيطة بها وإلى أمد قريب كانت الحميمة حاضرة والأخوّة متواجدة بقوة كنا نراها في أعين الآباء وتعامل الأجداد كانت نفوسهم طيبة كطيب تعاملهم مع بعضهم وكانت أرواحهم جميلة كجمال أدب نسائهم، كانوا يقطعون مئات الأميال بغية مشاطرة إخوتهم الأحزان التي ألمّت بهم وكنا لا نراهم لفترة طويلة لذهابهم بعيداًً حتى يتحملوا جزءاًً من المسؤولية عندما تتراكم المسؤوليات على إخوتهم، كانوا يتقاسمون الأفراح مع جيرانهم... أما الآن فقد تغيرت الأحوال وازدادت سوءاًً وذلك لأسباب عدة أهمها انطواء الشباب وبعدهم عن القريب قبل البعيد، تغيرت لتنوع وتعدّد وسائل الاتصال، جعلت الأخ والابن والصديق حاضراًً بصوته غائباًً بروحه بل -إنهم قلة من يحضرون بأصواتهم-، جعلته يهتم برسائل جواله ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من اهتمامه لحديث أمه، جعلته يغيب لأيام عدة عن ناظري أبيه، تغيرت لوجود فضائيات أثرّت على تعامل الناس الإيجابي حتى بات سلبياًً، جعلت الشاب يتسمّر أمام الشاشة لساعات طوال دون فائدة فهو إما يتابع مباراة لكرة القدم معادة، أو مسلسل قصته قائمة على أوهام جعلته ينظر للفتاة بأنها (فريسة) هو الراعي الوحيد لها، وجعلتها تنظر للرجل بنظرة (الخائن) مهما فعل... أسباب تجمعت حتى جعلت من هذا الجيل جيلاً اتكالياً غير مبالٍ، كثير الشك والتشكي جيلاً نظرته دونيّة لا يناقش عن المبادئ كل همه النقاش عن الأشخاص والطعن بذممهم، جيلاً هدّاماً لا يبحث عن البناء.. كم نتمنى أن نعيش الزمن الجميل ولو يوماًً.