للأسف استفحلت ظاهرة الدلع المتزايد من قبل كثير من العائلات اللاتي يُفسدن المنفعة قبل حلولها؛ فأضحى الطفل المبالي وغير المبالي مدللا دلالا يوعزه بالاعتماد على الغير في شؤونه الحياتية، تجده في أبسط الأمور اتكاليا، ويريد الشيء بكل ما أوتي من قوة، المهم أن يحصل عليه وإن لم يحصل عليه (سيزعل) ويغضب، ورب الأسرة الفاقد للحنان تجده يأتي مُلبيا تلك الرغبة الجامحة؛ حتى يُسعد ابنه ولكن مخرجات هذه الرغبة لا تعلم حاليا فعند الكبر يرون عاقبة الدلال المتزايد غير العقلاني. عندما يقع الطفل في حيرة من أمره عند تقدمه في العمر، وذلك الشيء يفقده هويته الاجتماعية ولا يقدر على عمل شيء سوى الاعتماد على ولي أمره. بالإضافة إلى أنه لا يحسن التعامل مع الغير، حتى إن جاء ضيف للمنزل لا يعرف كيف يقدم له القهوة ويقرئه إقراء حسنا. هذه المعمعة الاجتماعية، كثير منا لا يفطن لها ويجهل التعامل مع الظاهرة ويتركها تمرق. كل طفل يستحق الدلال واللعب واللهو ولكن بمعايير معينة لا تُخرجه عن دائرة الصواب، والبعض من الأطفال الآن لايُعلّم الأصالة وحسن التعامل والآداب الإسلامية البسيطة، بل تجده مُشبّعا بثقافات مفرغة اختزلها من لصيقه العقيم التلفاز، الذي لا يقنن لدى الأطفال، فتراه يشاهد كل شيء ومع هذا الفتور الأسري، تقابله نزعة الدلال المتزايد دون أي إعداد له. أطفالنا بحاجة لجرعات عقلانية من الدلال ليست بقوية تفتك بكاهلهم، وتجعلهم غوغائيين في المستقبل.