في حياتنا شخصيات مؤثرة تطبع في النفوس بصمات جميلة ونبدي تجاهها مشاعر المحبة سواء عرفناها عن قرب تعاملنا معها أو نحفظ لهم صورة شعورية ناصعة من خلال نشاطها وموقعها من المجتمع، وهذه هي القيمة الأهم للموروث الإنساني الذي نسجل من خلاله المحبة الشخصية والتقدير الاجتماعي لمن نراهم نماذج مضيئة في صفاتهم ومناقبهم ومكانتهم الوطنية. ومعالي الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الطبيشي رئيس المراسم الملكية نموذج ناصع لهذه المحبة لما له من مكانة كبيرة في النفوس متوشحة بالتقدير والاحترام، فشخصيته مريحة لما يتميز به من طراز إنساني قريب للقلوب، ليس فقط لمن عمل ويعمل معه وإنما نظرة تقدير راسخة يتبادلها مع مجتمعه لما أنعم الله عليه بأطيب السجايا وحميد الخصال ودماثة الخلق، وأريحيته التي لم تشغله عنها مسؤولياته الرفيعة ولم تغير من نفسه الأصيلة ، فمعاليه عرف عنه طيب قلبه في تعاملاته وعلاقاته واستجابته للدور الاجتماعي والإنساني لروح الإيثار النابع من تعاليم الاسلام الحنيف وقيم هذا الوطن العزيز. ومعالي الأستاذ محمد الطبيشي دائما مقدام في الخير وسباق إليه ، كما يعرفه المقربون منه بدقته الشديدة في مسؤولياته المهمة والتي تتطلب قدرات وصفات خاصة لا تتوفر إلا في أولي العزم ، وترتبط بقواعد بروتوكولية على أعلى مستوى لا مجال فيها للخطأ ، وقد اكتسب هذه الصفات والمناقب من المدرسة القيادية الفذة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله. إن للقدوة والأسوة الحسنة عظيم الأثر في حياة الإنسان، وليتنا جميعا نعزز مكانتها ونعيد بريقها وقوة تأثيرها مثلما فعل الآباء والأجداد وقد حافظوا على نصاعتها أجيالا وأجيالا قبل أن تداهمنا اليوم متغيرات العصر، وهنا أيضا نجد القدوة حاضرة بقوة في حياة معالي الأستاذ محمد الطبيشي، من خلال الإرث الطيب الذي أخذه عن والده - رحمه الله - معالي الشيخ عبد الرحمن الطبيشي رئيس الخاصة الملكية في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وكما هو معروف للجميع أن التاريخ سجل للملك المؤسس بأحرف من نور حنكته وفراسته وثقته في اختيار الرجال للمسؤوليات والمهام الكبيرة في الدولة، ومن هؤلاء الرجال معالي الشيخ عبد الرحمن الطبيشي رحمه الله ، والذي تميز بالإخلاص والقدرة وكريم الخصال، ومن عرفوه عن قرب تركوا لنا شهادة عطرة عن سيرة هذا الرجل كمثل صالح وناصع في اخلاصه لمسؤولياته في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه، والعيش لغيره أكثر مما يعيش لنفسه. ولأن (الرجل سر أبيه) فقد نشأ معالي الأستاذ محمد بن عبد الرحمن الطبيشي على السجايا والقيم الممتدة في هذه الأسرة العريقة ، ففي العمل العام لا ينفصل عن خدمته لمجتمعه وقضاء حوائج الناس بقلبه المفعم بالخير، ولطالما تحدث المقربون منه عن شخصيته المشبعة بالإنسانية والبساطة المقرونة بالاحترام الجم والود واللطف الذي يبادل به الجميع، وعن سماته كمحدث بارع ومنصت لبق وقارئ نهم، والألمحية السريعة. وكما أن للجوانب الإنسانية تأثير في شخصية معاليه، فإن للعلم والخبرة أثرا واضحا في مسؤولياته الرسمية الرفيعة، فقد نال من العلم في الداخل والخارج ودراسته العليا ومشواره العملي الحافل بخبراته الثرية والدقة البالغة التي يبدو نجاحها في الثقة الملكية الكريمة، وهذه صفات من أوتي حظا عظيما من التفاني والإخلاص والرؤية الثاقبة، خاصة وأن المراسم الملكية السعودية مدرسة عريقة في تقاليدها بكل ما تتسم به من خصوصية أصيلة ومواءمة حضارية متميزة اجتذبت اهتمام الباحثين وأنظار المتابعين. إنها مشاعري الصادقة أبثها مدفوعا بالمحبة والتقدير تجاه هذه الشخصية الكريمة وأدعو لمعاليه بدوام التوفيق.