قائد عظيم طبعت نفسه على حبِّ الخير للجميع.. لا يعرف الكراهية والضغينة والحقد سبيلاً إلى نفسه.. رجل من عظماء الرجال.. في زمن عزَّ فيه الرجال.. رجل يتخلق بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف الذي هو عصمة أمر المسلمين.. يأبى إلا أن يصير سعيه حثيثاً للمِّ شمل المسلمين وتوحيد صفوفهم.. مما يحثهم عليه دينهم، وعملاً بقوله تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا . وانطلاقاً من ذلك المعنى الراسخ في نفس كل مسلم غيور على دينه وأمته الإسلامية التي صارت تحف بها المخاطر من كل صوب، مما يتطلب نبذ الخلافات ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، درءاً لتلك الأخطار المحدقة مما صار سعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي يسير في ضوء مبادئ ونهج قيم الدين الرائعة بأن يكون عقد تلك القمة الإسلامية في أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة، حيث البيت العتيق وبجوار الكعبة المشرفة وخلال هذا الشهر الكريم، انطلاقاً من دور المملكة التاريخي ومسؤولياته القيادية في العالم الإسلامي بعد أن شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين. إن الآمال معقودة على نجاح هذا اللقاء التاريخي المبارك في أن يحقق للمسلمين ما يصبون إليه من التوحد والابتعاد عن أسباب الخلاف والتفرق الذي لا يصب إلا في مصلحة أعداء المسلمين الذين يتمنون لهم دوام الضعف والفرقة. عبدالرحمن الشلفان