أوضح وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أنَّ مؤتمر التضامن الإسلامي الذي دعا لعقده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في رحاب مكةالمكرمة يترجم الشعور الإسلامي العميق والوجدان الكبير الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين نحو قضايا أمته، كما يعكس حجم المسؤولية التي يستشعرها أيده الله تجاه التحولات المهمة التي تمر بها الساحة الإسلامية، فضلاً عن دقة التوقيت في الدعوة للمؤتمر: "زماناً" و"مكاناً" و"حدثاً"، ومن منطلق كون المملكة قبلة المسلمين والحاضن الأمين لمقدساتهم فإنها تُمثل الركيزة والمرجعية والمعول عليه بعد الله في قضايا الأمة الإسلامية كافة. وأضاف أن التطلعات الإسلامية بل والعالمية تنظر إلى المملكة بآمال كبيرة وثقة مترسخة في تسوية مستجدات البيت العربي والإسلامي، مع الإسهام الفاعل في الشأن الدولي بعامة، وقد أثبت السجل التاريخي المشرف للمملكة العربية السعودية أن سياستها تستشعر دوماً دورها الأساس والمهم نحو هذه القضايا مع الإدراك الواعي لأبعاد التحولات والتغيرات التي يمر بها عالم اليوم في جميع شؤونه، والعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص. وقال إن الخطوات الرائدة والمبادرات الحثيثة لخادم الحرمين الشريفين أكدت أن المملكة الملاذ الآمن بعد الله في شؤون وشجون الأمة، وأن المولى سبحانه وتعالى وهو يُسَخِّر جنده لخير العالمين، ونصرة الدين قد اختار هذه البلاد المباركة لتقوم بخدمة الحرمين الشريفين وتضطلع بمسؤوليتها الإسلامية العظيمة، وهو سر توفيقها وتسديدها ورد عاديات الشر عنها،ولن تعدم هذا الفضل والخير من ربها جل وعلا وهي تنهض بدورها في نصرة إخوانها المسلمين والقيام بواجب الدين وإظهار شعائره وقيمه الأخلاقية الرفيعة، فهي بفضل الله عليها وعلى الناس البقية الباقية المهدية لتحكيم شرع الله تعالى والاعتزاز بهذا التسديد والتوفيق الإلهي قولاً وعملاً، فمن كان أميناً على مقدسات المسلمين مضطلعاً بمسؤوليته نحو أمته بحضور فاعل ومؤثر متواجداً دوماً في قلب أحداثها يرعى شؤونها، ويستشرف آمالها وتطلعاتها، ويرقب أحوالها لدرء المخاطر المحدقة بها ويعمل لها بكل ما أوتي من أسباب القوة والتمكين والتأثير، فهو الأهل لهذه المسؤولية والريادة الإسلامية. وأضاف د. العيسى أنه من خلال الرصد العام فإن العلامة الأبرز في سياسة خادم الحرمين الشريفين هو السعي الحثيث لجمع كلمة الأمة، وتوحيد صفها، ومعالجة أدوائها، والبذل لها بالنفس والنفيس، منطلقاً من خاصية تتميز بها شخصيته القيادية وقد زادته ثقة واحتراماً، وأضفت على سيرته العطرة مزيد تقدير وتثمين، وهي الصدق مع ربه جل وعلا، والوضوح مع الجميع، والعمل المخلص المتجرد، والناس شهود الله في أرضه، هذا فضلاً عن الخطاب والعمل الإسلامي الكبير المضمن في أقواله وأفعاله يحفظه الله على هدي كريم ونهج قويم من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم على خطو سلف الأمة الصالح، وهو بهذا العمل امتداد مشرق وغرس مثمر لوالده القائد المؤسس وهو القائل طيب الله ثراه: "أما نحن فلا عز لنا إلا بالإسلام، ولا سلاح لنا إلا بالتمسك به، وإذا حافظنا عليه حافظنا على عزنا، وإذا أضعناه أضعنا أنفسنا وبئنا بغضب ربنا". الملك عبدالله الزعيم الإسلامي الحاضن والقيادي العالمي المؤثر الذي لا تخالف أقوالُه أفعالَه وبين أن المشهد السياسي سجل في بعده الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين حسن الريادة الإسلامية مع التعاطي الأمثل في خضم تحولات عالم متغير يتطلب مع القوة حكمة، ومع سرعة المبادرة حسن تدبر ورؤية، وقد أورثه الله تعالى عن صدق لهجته وسلامة وجدانه الحب والثقة والتوفيق، فالجميع يدرك أن خادم الحرمين الشريفين يتمتع بالوضوح والشفافية وحسن المبادرة وحسن التعامل مع الحدث، وأنه الزعيم الإسلامي الحاضن والقيادي العالمي المؤثر الذي لا تخالف أقوالُه أفعالَه، ولا تزدوج معاييره ولا تُلينه الصعاب عن مبادئه وقيمه، وأنه صاحب المبادرات التاريخية للسلم والحوار والتلاقي ونبذ الفرقة والشقاق وإرساء معايير العدالة بحفظ الحقوق المشروعة ومحاربة التعسف والظلم، مؤكداً دوماً حفظه الله على أهمية أن يسود عالم اليوم السلام العادل والتلاقي على طاولة الحوار الهادف، ويمكن أن نختزل هذه المعاني والمضامين في أن خادم الحرمين الشريفين يمثل بحق عنواناً عريضاً في سجل أمته، وهو بتوفيق الله له من كَسَبَ عالمه بمبادراته التاريخية وريادته الإسلامية. عبدالله اليحى وختم وزير العدل تصريحه قائلاً: إذا كان من سنة الله تعالى عدم بقاء راية الظلم والجور فعلى كل متبصر بسنن الخالق جل وعلا أن يكون في هذا الأمر مشفقاً على نفسه قبل غيره، ولا مبدل لكلمات الله، وأكد أن الآمال والطموحات معقودة على نتائج هذا المؤتمر الميمون، داعياً المولى القدير أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على هذه المبادرة الإسلامية التاريخية، وأن يكلل جهود قادة العالم الإسلامي بالتوفيق والنجاح، وأن يكونوا يداً واحدة في مواجهة التحديات التي تواجه عالمهم، وتُوضِعُ خلالَهم، محاولة اختراق صفهم، ووحدة كلمتهم، وتبرير النكاية بمستضعفيهم الذين لا ينشدون سوى تحقيق العدل فيهم وإنصافهم من ممارسات التعسف والظلم. من جانبه قال الأمين العام للمجلس الأعلى للقضاء الشيخ عبدالله بن محمد اليحيى إن من المنطلقات العظيمة التي قامت عليها المملكة اتخاذ الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة هذا الدين الذي يدعو من خلال مبادئه الشاملة وأحكامه الربانية إلى الاجتماع والوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ونبذ الفرقة والاخلاف والبعد عن كل ما يوقع في الشقاق. وأضاف "ومن هذا المنطلق جاءت رؤية المملكة للتضامن الإسلامي منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - حمه الله - موحد هذا الكيان الكبير وراعي التضامن الإسلامي والذي اهتم بكل ما من شأنه وحدة المسلمين وجمع كلمتهم وتوطيد العلاقة الإسلامية فيما بينهم تحقيقاً لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وسطر التاريخ مواقف مشرفة وجهود حثيثة للملك عبدالعزيز ولأبنائه البررة من بعده في تعزيز التضامن الإسلامي والعمل على جمع كلمة المسلمين وحل خلافاتهم وإنهاء ما قد يحدث من شقاق ونزاع، وحق لكل منصف أن يقرأ المبادرات الكريمة لملوك هذه البلاد الطاهرة في مجال نصرة قضايا المسلمين وما قضية فلسطين إلا شاهد على ذلك وغيرها من المواقف المشرفة لكل مسلم والتي تهتم بأمر المسلمين وتخفف من المحن والرزايا التي تلحق به". وقال إن المملكة بعمقها الاستراتيجي ومكانتها الدينية في قلوب المسلمين تمثل حصناً حصيناً لهم ومكاناً تهوي إليه أفئدتهم في حل قضاياهم وإنهاء خلافاتهم ووحدة كلمتهم واليوم نشهد مبادرة كريمة وعملاً عظيماً من ولي أمرنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله وهو الذي عرف بمواقفه الشجاعة وأعماله الجليلة في نصرة قضايا المسلمين شعوراً منه بحجم المخاطر المحدقة بعالمنا الإسلامي وجسامة الخطب الذي يحدث اليوم في بلاد شتى من أنحاء العالم من حروب ونزاعات وفرقة وتطهير عرقي واستهداف لمقدسات المسلمين وعقيدتهم وقيمهم الدينية ووحدتهم الإسلامية ان هذا الشعور الايماني الكبير لدى خادم الحرمين الشريفين هو من أنبل الأهداف السامية التي دعته إلى الدعوة لعقد هذا المؤتمر المهم للعمل على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وإنهاء خلافاتهم وحقن دمائهم وحفظ أعراضهم وأموالهم والتي تنتهك يومياً في بلاد شتى.