آخر صيحات إذاعات ال (FM) الرمضانية هي نقل مباشر لتفاصيل (خناقة) اندلعت بين الصائمين في (شارع الأربعين)، والسبب هو طول (طابور الانتظار) من أجل الحصول على (صحن فول) وحبتين (خبز تميس) مقرمش، ولمن لم يسبق له زيارة (مخبز التميس) المقصود (خبز كرسبي)..! المشكلة أن أحد مدمني (الفول المُبخر) استشاط غضباً بسبب وقوف سيارة خلف سيارته وتأخر صاحبها عن الحضور، فتعارك الاثنان بالأيدي (اللهم إني صائم)، طبعاً الرجل يقول: يا عمي الخبز والفول بيبرد وأنت موقف خلف سيارتي، خف ربك يا هوه الدنيا رمضان، مع العلم أن جميع المسلمين لن يأكلوا شيئاً قبل (الأذان) لكن إبليس الله يكفينا شره..! بعد نقل التفاصيل عاد المذيع إلى داخل الفوال ليكمل نقل مشاعر بقية الناس مباشرة، فيما زميله في الأستوديو طلب منه إحضار فول (بدون بصل) لما يرجع للإذاعة قبل المغرب، وفجأة زميلة أخرى دخلت في الخط و(على الهواء) وقالت لزميلها في الفوال: نواف الله يخليك.. جيب معاك لي (بخمسة ريال) فول للبيت الله يسعدك، لما أروح بتكون البقالات مغلقة أكيد..! (اللهم إني صائم). لا أعرف ما هو سر طلبات الفول على (الهواء مباشرة) بين الإذاعيين في القرن الحادي والعشرين رغم أنه كان بإمكان المحطة وجميع العاملين فيها طلب (أوردر الفول) من زميلهم نواف (بالجوال) بعد ما تنتهي فقرته وما فيه داعي كل المستمعين يعرفون أن المذيع يأكل فول (بدون بصل) وأن زميلته عازمة (حماتها) على حلة فول بعد المغرب..؟! إن وضع (إذاعات FM) لم يعد مرضياً، فرغم نجاحها في (كسر الاحتكار) وتفوّق بعضها وبروز برامج أخرى، إلا أن هناك إذاعات يجب على وزارة الثقافة والإعلام إعادة النظر في جدوى وجودها، وخصوصاً أنها بدأت تشطح شطحات غريبة وباتت أقرب للتهريج والمياعة منها لعمل إعلامي ثقافي هادف أو مسل..! لم يكن التكسّر والمياعة والتكلّف في إظهار الحروف من مخارجها يوماً ما عملاً إذاعياً أو احترافياً!! ولم يعرف عن الإذاعيات السعوديات من جيل (مريم الغامدي) وزميلاتها في البرنامج الثاني أو من جاء بعدهن من زمن ال FM مثل (أميرة الفضل) التميّع بالحديث، بل كان جمال الصوت ونبرته الحقيقة سر انجذاب الناس لهن ونجاحهن وقبولهن كمذيعات..! ولعل من المناسب طرح فكرة تخصيص (إذاعة FM نسائية سعودية) لتقدّم برامج خاصة للمرأة، وخصوصاً أنه يمكن سماع برامجها في المطبخ أو أثناء أعمال المنزل والارتباط بها من خلال برامج نسائية خاصة ومفيدة..! لدينا تجارب عديدة نذكر في العالم العربي (راديو نساء أف أم) الفلسطيني، وفي العالم الإسلامي إذاعة (رابعة بلخي) النسائية الأفغانية والقائمة تطول..! أليس استثمار (موجات FM) في مثل هذا المشروع الهام، أجدى من طلبات الفول..؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]