لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره، ولكنه تجاوز مراحل كثيرة من النجاح، «مزحة» خفيفة من صديقه جعلته يصبح من مذيعي إذاعات ال fm، وبحجم الإثارة وردود الفعل يمتلك المذيع الشاب محمد البراهيم ثروة معلوماتية ومهنية إبداعية يترجمها بتناغمه مع ميكرفون إذاعة mbc fm، ويُبرزها في برامجه الشبابية الممتعة. المذيع محمد البراهيم إضافة إلى كونه محاورًا ملمًا بكل تفاصيل الأحداث الاجتماعية والشبابية منها، فهو لا ينسى كذلك أن يقدم العديد من البرامج الكوميدية والخفيفة. حاصل على دبلوم إدارة الأعمال ولكنه في نفس الوقت مذيع ومهندس صوت، ولم يخض تجربة الإعلام من قبل، وكما قال: «ذهبت من منزلي إلى استوديو الإذاعة» مباشرة، ولم يخفِ شعوره المرير بالغربة عن وطنه السعودية.. البراهيم لم يظهر صحفيًا من قبل، ولكنه اختار «الأربعاء» ليكشف عن وجهه للكثير ممن يسمعونه ولم يرونه، وسيكون هذه المرة هو ضيف الحوار الساخن متطرقًا فيها إلى المشهد الإذاعي.. * قبل دخولك لإذاعة mbc fm هل دخلت مجال الإعلام بأي شكل من الأشكال؟ - نعم ولا.. بمعنى أوضح فعليًا «لا» لم أخض هذا المجال من قبل، لكن «نعم» لو قلنا ان عالم الإنترنت وإدارة المواقع الكبرى تُعتبر جُزءًا لا يتجزأ من الإعلام من وجهة نظري الخاصة، ولا يستطيع القيام بمهامها الصحيحة إلا شخص يمتلك قاعدة ثابتة وأدوات المجال الإعلامي التي تخوّله القيام بالمسؤولية على أكمل وجه. * ومن كان وراء دخولك للمجال الإعلامي؟ - الصدفة البحتة.. حيث أخبرني أحد الأصدقاء أنه بصدد التقديم على الإذاعة وطلب مني التقديم معه كونه يعرف أنني أعشق هذا المجال، وبعد فترة من التقديم تم الاتصال بي للسفر إلى دبي بغرض تسجيل «بايلوت» أو ما يُسمى تجربة أو مقابلة شخصية، والحمد لله تم قبولي وقمت فورًا بالاتصال بصديقي الذي كان سببًا بعد الله في قبولي لأرى إن كانوا اتصلوا به أم لا، إلا أنه فاجأني حين قال انه لم يقدم من الأساس لأنه لا يرغب بالمجال ولكن عمل هذا المقلب لغرض تشجيعي لأنه كان يلمس رغبة كبيرة مني بالعمل ولكن لم أجد الطريق للوصول والتشجيع الذي يدفعني لذلك، والحمد لله كانت أجمل مزحة حين تشرّفت بالعمل في ال MBC. * سمعنا بأنك توجهت من المنزل إلى أستوديو الإذاعة مباشرة، لماذا توجهت للإعلام تحديدًا؟ - لم يكن توّجهي من المنزل إلى الإذاعة من فراغ.. بل من حُب للمجال ومتابعة دقيقة جدًا للمجال الإعلامي عمومًا جعل من المقربين مني شعلة من التشجيع والدفع بي إلى أن وصلت بفضل الله ثم بفضلهم، وأنا بتواضع شديد أؤمن تمامًا أنهم لم يدفعوني بشدة إلا لأنهم لمسوا بي الشخص القادر على النجاح والوصول للهدف. * يعاب على مذيعي الإف إم أنهم كثيرو الخروج عن النص الإعلامي.. أي أن هناك أمورًا تحدث لا تليق بمذيع يتحدث بها على الهواء مباشرة وآلاف المستمعين يستمعون له؟ - أنا ضد الخروج عن النص إذا كان فيه تجريح أو خروج عن العادات والتقاليد، لكن معه إذا كان في نطاق الاحترام والأدب والأصول، وأريد أن أضيف نقطة مهمة وهي أن الخروج عن النص الإعلامي في مُعظم الأحيان هو سبب تميز ال fm لأنك إذا تحدثت مع المُستمع وخاطبته بنفس أسلوبه وعفويته ستصبح أقرب له، وأحب من خلال هذه الجُزئية أن أشيد بالمدير العام (محمد الملحم) حيث انه جعل لنا حُرية جميلة خالية من أي قيود ساهمت بشكل فعّال في تقدّمنا وتطوّرنا وتواصلنا بشكل قوي مع المُستمع. * هل ترى أن الشباب السعودي أخذ الفرصة الكافية لدخول المجال الإعلامي؟ - بصراحة سابقًا كانت الفرص شحيحة جدًا، لكن في الوقت الحالي أصبحت موجودة ولكن تحتاج إلى سعي واجتهاد وصبر حتى يصل إلى مبتغاة ومُراده، والمهم بعد ذلك هو المحافظة عليها والسعي حول التقدّم والتطوّر بشكل أكبر لأن لدينا طاقات شابة هائلة ولكن تحتاج فقط إلى توجيه ودعم. * يلاحظ في الآونة الأخيرة بروز كفاءات إعلامية ومواهب شابة سعودية.. كيف تراها؟ - أمر إيجابي ومُفرح جدًا ونجاح يُضاف بلا شك للإعلام السعودي لأن هذه المواهب في المستقبل ستكون امتدادًا للأجيال السابقة، وبإذن الله نواصل المسيرة. * نسمع أن الشاب السعودي يجد مضايقات كبيرة من زملائه من الجنسيات العربية الأخرى داخل عمله الإذاعي، خصوصًا وأننا سمعنا بالفعل أن بعض الشباب السعودي يتعرض لمثل هذه المواقف.. ما رأيك؟ - لو تحّدثنا بصراحة وشفافية يجب أن نعترف بأن المضايقات موجودة في جميع القطاعات والمجالات العملية المُختلفة، لكن هي ليست مشكلة عامة والحمد لله بدليل أنني أجد الدعم اللا محدود مُنذ وصولي سواءً من زملائي المذيعين أو من مدير إذاعة ال MBC FM (حمد ناصر) أو من مدير الإذاعات (زياد حمزة)، وبالنهاية الواثق من عمله وخطواته لن يستطيع كائنًا من كان التأثير فيه وعلى حلمه الذي يسعى لتحقيقه. * هل تؤمن بالاحتراف والاحتكار، ولماذا؟ - جميل الاحتراف حين يكون الشخص مُتفرغًا تمامًا للعمل والسعي الدءوب لتطويره والاهتمام به قدر المُستطاع، بينما الاحتكار هو موضوع مُتشعّب جدًا، ولعّلي أختصر الحديث حين أقول إذا كان الاحتكار في MBC فمرحبًا به. * هل ترى بأن الفتاة السعودية لم تصل حتى الآن إلى التميز في إلقائها الإذاعي؟ - على العكس تمامًا، الفتاة السعودية أثبتت في أكثر من منبر إعلامي أنها تستطيع الإبداع والنجاح متى ما أتيح لها الفرصة الكافية لذلك، ولو ألقيتم نظرة على سبيل المثال إلى إذاعة ال MBC FM ستجدون أصواتًا نسائية سعودية استطاعت شق طريقها بقوة والوصول لقلوب المستمعين، وأذكر منهن الزميلات: أحلام اليعقوب وخديجة الوعل وديانا الخميس وغادة العلي وغيرهن ممُن مروّا على مايكروفون الإذاعة وكانت لهن بصمة ونجاحات باهرة لا نستطيع حجبها. * بصراحة وبحكم قربك من زملائك داخل الإذاعة ما أبرز الأمور السلبية التي يعانون منها؟ - الحمد الله بشكل ٍعام لا توجد سلبيات مؤثرة في سير العمل، حيث ان المسؤولين بالإذاعة ذللوا كل الصعوبات لإنجاح عملنا داخل الإذاعة، ربما الأمر الوحيد الذي نعاني منه بعض الأحيان بعيدًا عن العمل هو الغربة عن الوطن، هذا هو أكثر ما يؤرقنا، لكن الإدارة مشكورة باحتوائها الدائم لنا تُنسينا همّ الغربة وتُشعرنا وكأننا في منازلنا وبين أهلنا. * كيف ترى مستوى البرامج التي تقدمها إذاعتكم؟ - الحُكم الأول والأخير للمستمع الكريم لأن كل البرامج المُقدمة هي له ومن أجله ونحن نجتهد والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، وأما تطوير وتحسين البرامج فهذه مسألة الإدارة ونحن حريصون عليها، فمن الممكن تقديم برنامج ينجح وتسمعك فئة معينة أو شريحة من المجتمع لكن بعد فترة سيصبح لديك مستمعون جُدد وبذلك نكون مجبرين على التطوير والتحسين في برامجنا لجذب أكبر شريحة ممكنة. * لماذا نرى الكفاءات السعودية الشابة تبرز في الإذاعات الأهلية بينما في الإذاعات الحكومية لا نجد مثل هذه الكفاءات؟ - لا أملك إجابة شافية للرد لأني لست بمحل المسؤول للإجابة عن أمور لا أعلم خفاياها، ولكن استطيع القول ان هناك كفاءات سعودية بدأت وبرزت من خلال الإذاعات الحكومية ومن ثم توّجهت إلى الإذاعات الأهلية والعكس. * من وجهة نظرك ماذا ينقص الإذاعات الحكومية حتى تستقطب أكبر عدد من المستمعين؟ - ببساطة واختصار: مواكبة الطفرة التي وصلت إليها الإذاعات الأخرى من جميع الاتجاهات والأصعدة. * لو عُرض عليك العمل في إحدى الاذاعات الحكومية هل ستوافق، ولماذا؟ - إذا كان عملًا يناسب طموحاتي الكبيرة فلم لا، فهو بلا شك شرف كبير وعظيم بالنسبة لي ولا أمانع أبدًا.