ما إن تبدأ الشمس في التثاؤب باتجاه الغروب ويبدأ الخيط الأسود من الليل في الظهور إلا ويبدأ سكان أبو عريش في الاصطفاف في طوابير طويلة للحصول على طبق فول يزين سفرة الإفطار وفيه يكون للهمس والأحاديث الجانبية مكان ولتعالي الأصوات آخر ولا يفرق تلك الصفوف إلا قرب أذان المغرب. علي الواصلي يقول أكثر ما يزعجنا ونحن ننتظر دورنا هي محاباة ( الفوالين) لبعض الزبائن الذين يأتون متأخرين ويحصلون على حصتهم من الفول قبلنا نحن المنتظرين ، وهذا أكبر سبب لتعالي الأصوات وانزعاج الزبائن ومن الممكن أن تحدث بسببه بعض المشاحنات خصوصاً وأن بعض الصائمين يكون لهم مزاجية متكدرة من أثر الصيام فيكونون سريعي الغضب . فيما يقول المواطن أحمد رفاعي الزحام على صحن الفول مظهر رمضاني جميل وأتمنى ألا يغيب أبداً ، مضيفا أن هذا الزحام يتبعه زحام آخر للحصول على خبز التميس الذي لا يقل إثارة عن التزاحم هناك ، ويضيف أكثر ما يشدني وأنا منتظر هي تلك الحكايات التي يرويها المنتظرون وتلك الأخبار التي يتداولها البعض بغرض كسر الوقت فتجد أحدهم يقول خبرا رياضيا مثيرا يقضون فيه وفي تبعاته أكثر من ربع ساعة وليس ببعيد أن ينتهي بمضاربة بين منتظرين!! ولا يكسر هذا الصخب إلا مناداة الفوال للمنتظرين بالتزام أدوارهم وتذكيرهم بالحديث النبوي: اللهم إني صائم . فيما يؤكد الفوال أحمد العميش أن محلات بيع الفول خلال رمضان تشهد زحاما وإقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين.