نظمت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة اليوم التوعوي لمرضى التصلب اللويحي المتعدد، والذي نظمه قسم المخ والأعصاب بجدة أمس، واشتمل التعريف بالمرض وأعراضه والتشخيص والنواحي النفسية له بمشاركة نخبة من الاستشاريين والمتخصصين في تخصص المخ والأعصاب. وأوضح الدكتور/ حسين القحطاني رئيس اللجنة المنظمة -العميد المشارك بكلية الطب- جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بجدة ورئيس قسم المخ والأعصاب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة إن الهدف من إقامة هذا اليوم هو توعية المرضى وعائلاتهم بمرض التصلب اللويحي، ومساعداتهم على التأقلم معه وكذلك تهيئة ذوي المرضى للتعامل مع المريض حسب حالته الصحية والنفسية، وأشار إلى أن مرض التصلب اللويحي المتعدد قد أصبح شائعًا، وقد تم إيجاد العديد من العقاقير والأدوية التي تتحكم في الأعراض بل وإيقاف تطور المرض. وذكر أن العلماء يعملون بشكل دؤوب على إيجاد أدوية جديدة منها ما يكون سببًا في الشفاء من المرض ومنها ما يتحكم في الأعراض بشكل أفضل، ولذلك فإن علماء الطب المختصين في مجال تخصص المخ والأعصاب متفائلون جدًا لإيجاد حل كامل لهذا المرض. وبيّن أن مرض التصلب اللويحي هو التهاب مزمن يصيب غشاء الميلين في الجهاز العصبي المركزي المؤلف من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي، وتظهر أعراضه على هيئة نوبات واعتلالات مختلفة في الجسم تشمل الشد العضلي أو التعب و الإرهاق والنظر وعدم الاتزان واضطراب الحركة والاحساس والتبول اللاإرادي وغيره. وأكد القحطاني أن المرض ينتشر عالميًا وأثبتت الدراسات أن أعلى معدلات الأصابة به تحدث في أوروبا خصوصًا بريطانيا والدول الإسكندنافية (النرويج والسويد) وأمريكا الشمالية بمعدل شخص واحد لكل ألف شخص. وبيّن أنه تمت ملاحظة ازدياد الحالات المصابة بمرض التصلب اللويحي في السنوات الأخيرة بالمملكة وربما انتقل معدل المرض في المملكة من منخفض إلى متوسط فآخر الاحصائيات تشير إلى أنه قد يصيب من 50-70 من كل مائة ألف شخص سنويًا، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال، والفئة العمرية من 15- 45 سنة. وحول أسباب المرض أشار د.القحطاني إلى أنه يعتقد أن ليس له سبب وحيد بل يرجح أن يكون هناك مجموعة من الأسباب، وهناك احتمال أن يكون السبب وراثيًا، أو لعامل بيئي مجهول، كما أن الأقارب من الدرجة الأولى للمصابين بالتصلب المتعدد لديهم احتمال أكبر للإصابة مقارنة بعامة الناس كما أنه إذا أصاب المرض أحد التوأمين يكون هناك 31% احتمال إصابة للتوأم الآخر. وأشار إلى أن دراسات في النرويج أظهرت بأن المرض قليل الحدوث في جماعات صيد الأسماك مقارنة بالجماعات الزراعية. وعن التشخيص والعلاج يقول الدكتور/ القحطاني: «إن مستشفيات المملكة تتوفر بها جميع الفحوصات الدقيقة والمتقدمة لتشخيص هذا المرض والتى تشمل تحليل السائل النخاعي الشوكي والرنين المغناطيسي بالدماغ والحبل الشوكي وغيره، كما توجد الآن كثير من الأدوية والعلاجات لعلاج الأعراض وأيضًا لمنع والحماية من وقوع نوبات جديدة، حيث يتم العلاج بواسطة الأدوية وبعض الحقن وقد ينصح الطبيب ببعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض.