التكريم من أعلى سلطة هدف سام وسلوك حضاري وإنساني مطلوب يسعى إلى تحقيقه الكثير من رجالات الوطن ورموزه الأفذاذ الذين يكرسون مفهوم العطاء والبذل والتضحية على أرض الواقع من أجل الوطن وبنائه التنموي في شتى المجالات الحياتية. والشيخ عبدالرحمن بن سعيد (86 عاماً) رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال أحد رجالات الوطن العمالقة في ميدان النشاط الرياضي ممن ساهموا بصورة فاعلة في بناء رياضة الوسطى إبان حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت شأنه في ذلك شأن «أبو عبدالله» الصايغ وعبدالله بن أحمد «رحمهما الله» وهؤلاء الثلاثة نهضت الحركة الرياضية بالمنطقة على اكتافهم وشيخ الرياضيين حينما دلف بوابة الرياضة قبل 65 عاماً كان حريصاً جداً على دخول حقل النشاط الرياضي للأندية بالمنطقة الوسطى باعتبار ان الرياضة في الستينيات لم تكن مقبولة اجتماعياً وسط المجتمع النجدي تحديداً.. فحمل على عاتقه مسؤوليات جسام تتمثل في مواجهة واقناع المجتمع بأهمية الرياضية وفوائدها البدنية والصحية فضلاً عن انعكاساتها الايجابية في بناء الفكر والعقل.. ولأن أبو مساعد يملك الحكمة والحنكة والدهاء.. استطاع إدخال الأندية من بوابة الوسطى عندما ساهم مع شلة من الرجال الرواد في تأسيس الشباب أول ناد في العاصمة - عام (1367ه) ثم دعم «أهلي الرياض» ثاني أندية المنطقة تأسيساً 1373ه في بداية قيامه على يد الشيخ عبدالله الزير ومجموعة من الشباب المتحمس. ثم تأسيسه أي - بن سعيد- أكبر ناد من حيث إنجازاته ونجومه الأولمبي «الهلال حالياً» عام 1377ه ولم يتوقف الرمز الرياضي الكبير عند محطة الهلال، بل انطلق قطاره التاريخي ليواصل دعمه بقية الأندية بما فيها النادي المنافس التقليدي النصر بشهادة رموزه. وعندما أرسى شيخ الرياضيين قواعد البناء ودعائمه الصلبة وإعلان نهوض الرياضة بالمنطقة انطلق قطار دعم ابن سعيد إلى المنطقة الغربية ليتوقف عند محطة قلعة الكؤوس الثغر (الأهلي حالياً) عام 1378ه بقبوله قيادة مسيرة النادي العريق في مرحلة صعبة كان خلالها مهدداً بالشتات والضياع بعدما تخلى رجالاته عن دعم مسيرته فتصدى العملاق ابن سعيد لهذه الظروف ولم يضعف أمامها بإدارته المحنكة وذكائه وخبرته فنجح في لم الشمل وتزعم قيادة الأهلي في أحلك ظروفه ليقود القلعة إلى بوابة التصنيف الرسمي للأندية عام 1380ه بعدما غطى النقص العددي بتدعيم صفوف الفريق بعدد من كبار النجوم الكرويين الذين كان ينقلهم معه من الرياض إلى جدة من أمثال الاسطورة الهلالي مبارك عبدالكريم «شفاه الله» ونجم الدفاع صالح أمان «رحمه الله» وغيرهم من لاعبي الهلال السابقين، وذلك بشهادة رواد الأهلي العريق ونجوم تلك الحقبة. وهكذا قدم شيخ الرياضيين 65 عاماً من التضحية والصحة والمال خدمة لرياضة وشباب وطنه وظل ينتظر التكريم الذي يتناسب مع تاريخه العريض وعطائه السخي ودوره الريادي سواء من جانب الهلال أو الشباب باعتباره مؤسسهما.. لكن التكريم هذه المرة جاء من أهل الأصالة والوفاء رجالات النادي الأهلي وعلى رأسهم الرمز الأخضر الكبير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي منح عبدالرحمن بن سعيد أعظم شرف في مشواره الرياضي الطويل من خلال تكريمه من قائد المسيرة وباني نهضتنا الحديثة الأب القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رعاه الله) مع رؤساء النادي السابقين بمناسبة حصول النادي الأهلي (سفير الوطن) على شرف ريادي جديد تمثل بنيله أول درع من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) للتفوق الرياضي لهذا العام بعد اقرار هذه الجائزة إثر احراز الأهلي لأربع بطولات خارجية باسم الوطن الغالي. هذا التكريم جسد بلا شك التقدير الصادق والوفاء الأهلاوي في أجمل صوره سيما في يوم تاريخي رعاه باني نهضتنا الحديثة (رعاه الله) لرؤساء الأهلي السابقين الذين خدموا مسيرة النادي (الوفي) في سنوات متباينة، وكان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أحد هذه الأسماء العملاقة في تاريخ النادي الأهلي التي تستحق التكريم من أعلى سلطة في البلد. شكراً للمليك المفدى «حفظه الله» الذي ثمن عطاء الرمز الكبير عبدالرحمن بن سعيد وكل الامتنان للأمير خالد بن عبدالله عاشق الأهلي ورجل الوفاء والمهمات التاريخية الصعبة. ولا عزاء لكل من أساء لشيخ الرياضيين مؤخراً!!