تناولت ندوة التعليم والبحث والإبداع: مثلث التطور الإستراتيجي موضوع الإبداع والابتكار وجائزة نوبل, وتناولت كذلك تعليم البحث العلمي ومايسمى بالمثلث المعرفي (التعليم, البحث العلمي, الابتكار)، وبدأت الندوة بالتعريف بالتحديات التي يواجهها البحث العلمي ثم تعريف المثلث المعرفي ثم عملية تقيم الجامعات ووضع معايير لها والجوائز وكيف تشجع على الابتكار: جائزة نوبل نموذجاً. وأجاب جوزيف نوردجرن رئيس لجنة نوبل للفيزياء وعضو الأكاديمية السويدية للعلوم في حديثه الذي قام بترجمته فاروق رزق مدير الشؤون الثقافية والإعلامية بالسفارة السويدية الذي قام بإدارة الندوة, على سؤال لماذا نحتاج للبحوث والابتكار, وأن ذلك يكون بغرض التغلب على التحديات التي تواجه المجتمع, وتحدي للعولمة وذلك على المعيار العالمي نتيجة لارتفاع الحدود, مستدلاً بقضايا الاحتباس الحراري وتناقص إمدادات الماء والطاقة, ولذا يحتاج للبحث ليجد بديلاً يواجه به تلك المشكلات, كذلك بالنسبة للمجتمعات التي هرمت ولمواجهة التحديات الخاصة بالصحة العامة والأمراض التي لم يكتشف لها علاج حتى الآن، وذلك عبر معادلة التعليم فالبحث العلمي فالابتكار. ثم قام نوردجرن بعرض رسوم بيانية توضح الانفاق على مجالات البحوث في مختلف الدول، مع الإشارة إلى أن من أكثر الدول إنفاقاً على البحث العلمي هي الولاياتالمتحدة ثم التحرك اللافت لتصاعد الدول الآسيوية ثم الاتحاد الأوروبي فبقية العالم. وعرض كذلك انعكاس الانفاق على عدد الباحثين المطرد بشكل إيجابي؛ فكلما زاد الانفاق زاد عدد الباحثين. كما تناول الأثر الايجابي وارتباط التعليم العالي به وبالمؤسسات الخاصة التي تنفق عليه ومن سماهم ب(شركاء العملية التعليمية) مشيراً إلى دور القطاع الخاص ومايلعبه من دور إيجابي كبير. وأضاف في حديثه عن التحديات التي تواجه الجامعات على مستوى العالم, وتغير المشهد الجامعي ككل وارتفاع مستوى المعرفة لدى الطلاب نتيجة للاتصال والانفتاح على العالم والمنافسة الحامية بين الجامعات, وأشار إلى هيكلة المؤسسات الجامعية وأنه كلما كانت أبسط ولديها القدرة على التكيف كلما أدى إلى مزيد من الابتكار والعكس حين تكون أكثر تعقيداً. كما تم عرض المخاطر التي تواجهها الجامعات كالبيروقراطية واستنفاد الطاقات والموارد دون وجود محاسبة أو شفافية وغياب الفضول والرغبة في المعرفة وضياع الاستقلالية الجامعية نتيجة لوجود ضغوط خارجية تؤدي إلى ضياع البحث العلمي. وتناول نوردجرن جامعة أبسالا السويدية نموذجاً يقتدى به في البحث والابتكار، كما تناول تقييم الجامعات ووضعها في درجات وترتيبها واقترح رؤية أخرى هي أن يتم تقييمها من منطلقات أخرى, فقد تكون الجامعة متميزة في مجال دون آخر. كما طالب برؤية مفصلة لكل مجال بدلاً من الترتيب التقليدي (أول, ثاني, ثالث.. إلخ) وقد عرض مجموعة من المعايير كنسة الأداء ومستوى الخريجين وتأثيرة في تقييم الجامعات. وتناول في حديثه عن جائزة نوبل قصة الجائزة التي بدأت بعد وصية نوبل, والإشكال الذي حصل واستمر لمدة 7 سنوات والذي انتهى بأن تمنح الجائزة من السويد وتوجه لأي مبدع في العلم بعيداً عن جنسيته, وكيف كان 1901م هو أول احتفال بها, ثم تم الاحتفال في 2001م بمناسبة مرور 100 عام عليها, حيث تقدم في 10 ديسمبر وهو تاريخ وفاة نوبل. وقال: إن جائزة نوبل تعطى لمن يعطي التغيير للحياة وأن بعض الأشخاص يفني عمره لكن لا يحصل عليها بينما قد يحصل عليها آخر بمجرد أن قام بإنجاز واحد, وأكد أن الجائزة تمنح لما له أثر دائم وليس بناء على عدد المنجزات لشخص ما. وتناول في حديثه عن المستحيل الذي يتحول إلى واقع ماذكره أحد العلماء عام 1952م حين ذكر استحالة القيام بتجارب على الذرة أو الجزيء, وحين ثبت عكس ذلك عام 1986م عبر اكتشاف ميكروسكوب مقطعي وهو مايستحق جائزة نوبل. وطالب بأن ينظر للبحث العلمي بحد ذاته وليس كنتيجة والتركيز على ثمرته فقط, ضارباً مثالاً بلاعب كرة القدم الذي يبذل الجهد وقد يسدد الأهداف وقد لا يتمكن من ذلك وأن الهدف يتحقق بمزيد من الجهد والحظ. المداخلات: - اقترح أحد الحضور ترجمة فورية لأن الترجمة التي تأتي مجزأة بعد كل مقطع تؤدي إلى قطع حبل أفكار الحضور والمتابعين وتمت الإجابة على ذلك بتوجيه الملاحظة للقائمين على الفعاليات لتدارك ذلك مستقبلاً. - ورد تساؤل حول ما ذكره نوردجرن عن أن الجائزة تعطى لمنتج أو ابتكار بعيداً عن أن يفني الباحث عمره في الابتكار والبحث, مستجلاً بجائزة نوبل للآداب, وتمت الإجابة على ذلك بان ضوابط جائزة نوبل للآداب تختلف عن نوبل في العلو م الطبيعية - اقترح أحد الحضور أن تعطى جائزة نوبل متزامنة مع تاريخ ولادة نوبل وليس وفاته. - ورد تساؤل حول جامعة أبسالا إن كانت تقدم برامجها التعليمية باللغة الإنجليزية أم السويدية, وتمت الإجابة بان المراحل المبكرة من التعليم (البكالوريوس) تقدم باللغة السويدية, بينما الدراسات العليا تقدم برامجها باللغتين ويتاح للطالب أن يختار اللغة التي يدرس بها.