تظاهر عشرات الآلاف من السوريين أمس الجمعة في مناطق عدة من سوريا في ما أطلق عليه ناشطون معارضون اسم «سننتفض لاجلك بابا عمرو» تضامنا مع هذا الحي في مدينة حمص الذي يشهد قصفا للقوات النظامية منذ ثلاثة أسابيع. وقتل أكثر من 91 سورياً في أنحاء البلاد أمس برصاص القوات السورية خلال تفريق المظاهرات من بينهم 18 في ريف حماة و12 طفلاً، وسبعة عسكريين نظاميين في ريف حمص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «عشرات الآلاف من السوريين تظاهروا أمس في مناطق عدة في سوريا في تظاهرات يترواح عدد المشاركين فيها بين العشرات والمئات والآلاف» بحسب الانتشار الأمني فيها. ومن أهم المدن التي شهدت مظاهرات حاشدة أمس «العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب وحمص معقل الثورة وحماة وادلب ودرعا مهد الحركة الاحتجاجية واللاذقية ودير الزور». فيما قتل 18 شخصا على الأقل رميا بالرصاص في قرية بوسط سوريا الجمعة بينهم ما لا يقل عن خمسة أطفال. وأظهر فيديو بثه نشطاء على الإنترنت أناسا يلفون جثثا مخضبة بالدماء لأطفال وما لا يقل عن أربعة بالغين في أغطية. وقال نشطاء إن سبعة من القتلى من أسرة واحدة وهم أب وأم وأطفالهما الخمسة أحدهم عمره عشرة شهور. من جانب آخر أجلى مسعفون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الجمعة «مصابين سوريين» جراء القصف على حي بابا عمرو، دون أن يجلوا حتى الآن الصحافيين الغربيين الجريحين إضافة إلى جثماني صحافيين غربيين، بحسب ما أعلن الصليب الأحمر. وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة إن «ثلاثة سيارات إسعاف غادرت بابا عمرو وعلى متنها عدد من الضحايا السوريين». وفي وقت سابق، أكد المتحدث أن من بين الذين سيتم اجلاؤهم المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه اللذين أصيبا إضافة إلى جثماني الصحافية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا في القصف على بابا عمرو الأربعاء. وفي سياق آخر, أكد مصدر بالمعارضة السورية أمس الجمعة بأن دولا غربية ودولا أخرى تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج. وقال المصدر إن معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سوريا. وأضاف إن مؤيدي المعارضة السورية يحاولون أيضا إيجاد سبل لتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات. وتابع إنه تجري اتصالات أيضاً لإيجاد وسيلة لإدخال ضباط سوريين متقاعدين إلى البلاد لتقديم المشورة في محاولة لتنسيق العمل بين مقاتلي المعارضة.