أعلن مدير عام مركز أمراض وجراحة القلب بالمدينةالمنورة الدكتور أسامة العامودي عن نجاح عملية قسطرة نادرة لقلب طفلة عمرها ثلاث سنوات، مؤكداً أن المركز أجرى أكثر من 507 عملية قسطرة خلال أربعة أشهر كان آخرها للطفلة ميار يسن عبد الله عبر فريق طبي متخصص. وأوضح العامودي أن الحالة وصلت إلى المركز عن طريق تحويلها من مستشفى أحد بالمدينة بواسطة فريق طبي وتم على الفور إجراء الفحوصات اللازمة للحالة وإجراء العملية على ضوئها، مشيراً إلى أن الحالة عانت من عيوب خلقية تمثلت في ثقب في الأذين الأيمن من القلب وضيق في صمام الشريان الرئوي وتم إجراء عملية قسطرة لها في وقت قياسي لم يتجاوز النصف ساعة, منوّها إلى أن هذا الإنجاز يُضاف إلى تلك الإنجازات المتتالية التي حققها المركز، ما يؤكّد تميز وبراعة أطباء المركز واحتوائه على كوادر متخصصة ونادرة في جراحة القلب. كما أكّد أن المركز مجهز بأحدث الإمكانات وقادر على إجراء مثل هذه الحالات، ولديه الإمكانات الكاملة لمثلها ويضم قسماً للعمليات يعمل بنظام رقمي متكامل، ويتميز بالقدرة على النقل المباشر من داخل غرفة العمليات. من جهته قال استشاري القلب التداخلي رئيس قسم القسطرة الدكتور رضا أبو العطا الذي أجرى العملية للطفلة: إن هذه الحالة كانت تراجع المستشفيات منذ ثلاث سنوات وتم اكتشاف العيب الخلقي منذ الولادة وفي ذلك الحين نصح الأطباء بتأجيل العملية حتى بلوغها سن السادسة عشرة، وأضاف أن الفحوصات المخبرية والأشعة المقطعية المتطورة في المركز بينت أنه لا توجد خطورة على الطفلة في حال أجريت في الوقت الحالي، وبين أن هذه العملية تعد من أخطر عمليات القسطرة نظراً لنقص وزن الطفلة وتجمع عيبين خلقيين في مكان واحد هما ثقب في الأذين الأيمن من القلب وضيق في صمام الشريان الرئوي، الأمر الذي يحتاج إلى دقة بالغة لعدم إصابة هذه الأعضاء المهمة، إضافة إلى حاجة هذه العمليات إلى تجهيزات خاصة في غرفة العمليات وفي جناح التنويم, مشيراً إلى أن المريضة غادرت المستشفى من ثاني يوم بعد العملية وذلك بعد تماثلها للشفاء الكامل. كما أعرب والد الطفلة عن فرحته الغامرة بعد نجاح العملية التي أجريت لابنته في المركز، وقال: أتوجه إلى الله عز وجل بالحمد والشكر أولاً على ما منَّ به من نجاح العملية الجراحية حيث كنا قبل إجرائها نواجه الكثير من الصعوبات ونعاني من القلق لأننا لم نكن نعرف الكثير من التفاصيل عن هذا النوع من الأمراض إضافة إلى رحلة البحث المضنية عن العلاج حتى تمكنا بحمد الله من وجوده في مركز أمراض وجراحة القلب بالمدينة الذي بادر على الفور باستقبال الحالة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة حتى تقرر إجراء العملية، وأود بهذه المناسبة أن أتوجه للجميع بالشكر والتقدير لإدارة المركز وللطاقم الطبي وعلى رأسهم استشاري القلب التداخلي رئيس قسم القسطرة الدكتور رضا أبو العطا والمساعد الطبي والفني الدكتور عبد الحميد النجار والمساعدين على ما بذلوه من جهد تكللت لهذه العملية بالنجاح ولله الحمد. ويعد مركز أمراض وجراحة القلب في المدينةالمنورة من المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط من ناحية التجهيزات والمستلزمات الطبية والكفاءات الفنية العاملة به، ويقدم خدماته لأكثر من 30 ألف مراجع في المنطقة, وتبلغ سعته نحو 130 سريرا، كما تم استقطاب كفاءات وقوى بشرية في شتى التخصصات لتشغيل مركز القلب، كما تم استقطاب كفاءات طبية على مستوى عالمي من جنسيات مختلفة ووطنية. ويأتي ذلك في إطار خطة الوزارة للتوسع في إنشاء المراكز التخصصية لتخفيف معاناة المراجعة على المرضى وعلى مستشفيات المنطقة وذلك باستقبال جميع الحالات المحولة بصفة فورية ومباشرة لإجراء مثل هذه العمليات المعقدة والنادرة.