قبل أكثر من عام كنت أتحاور مع أحد العقول المتميزة في الإستراتيجيات وبالذات فيما يتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية. كان الحديث يدور حول أداء الطيران العسكري السعودي في مواجهة التسلل الحوثي لأراضي المملكة في الحد الجنوبي. الخبير العربي المتميز الذي يعد حجة في مجال تخصصه صنف القوات الجوية السعودية بأنها من أفضل القوات في المنطقة، وكشف بأنه وكثيراً من الجهات العسكرية والأمنية تتابع تطور القوات الجوية السعودية وترصد التمارين والمناورات التي تشارك فيها سواء في المنطقة العربية أو حتى في مشاركتها للتمارين القتالية الجوية في الولاياتالمتحدة، وأثار إعجابه والمراقبين الأداء المتميز للطيارين السعوديين في المهام القتالية الليلية. والواقع ودون أي مباهاة أو ادعاء لا يستند إلى الواقع، فإن سلاح الطيران السعودي فعلاً من أفضل مما هو موجود في المنطقة؛ إذ يمتلك أحسن ما أنتجته مصانع الطائرات المقاتلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمملكة المتحدة، ويأتي توقيع الاتفاقية الجديدة بين أمريكا والمملكة التي استهلت بها العام الميلادي الجديد لتعزز هذه القدرات الدفاعية المتميزة، إذ إن إضافة 84 طائرة مقاتلة من نوع f-15 sa المتطورة والتي تعد الأحدث بعد تطويرها وإضافة العديد من الأجهزة الإلكترونية، جعلها أكثر قدرة على أداء دورها الدفاعي والهجومي، كما أن الاتفاقية تتيح تحديث وتطوير 70 طائرة مقاتلة من نوع f-15 الموجودة حالياً لدى القوات الجوية الملكية السعودية، إضافة إلى 70 طائرة عمودية قتالية من نوع أباتشي الجيل الثالث و72 طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك و36 طائرة استطلاع عمودية مسلحة من نوع آي إتش 60 آي، و12 طائرة عمودية من نوع إم دي 530 إف، وتشمل الاتفاقية تأمين الذخيرة وقطع الغيار والصيانة والتدريب والمساندة على مدى سنوات عديدة. هذه الإضافة النوعية التي ستزيد من كفاءة السلاح الجوي السعودي تحقق توليفة نموذجية بين أفضل أنواع الطائرات المقاتلة التي تجعل من هذا السلاح مفخرة وعزة -بإذن الله- لكل السعوديين والعرب، فبهذا السلاح وبعد رعاية وحماية الله لهذا الوطن الأمين ثم بهمة أبنائه من قادة وطيارين تعمل المملكة على بناء قوة ذاتية لحماية مكتسبات التنمية وتأمين الوطن والمواطن.