مهما حاول الواحد منا تبرير موقفه أو قوله فإنه بذلك يرتكب خطأً جسيماً في عدم الاقتناع بأقوال الآخرين، أو على أقل تقدير احترام رأيهم، فهذه مشكلة تعاني منها المجتمعات والشعوب العربية بأسرها.. ينظر الواحد منا إلى القضية من منظار مصالحه الشخصية المنطوية على حكمه، وتختلف نسبة العاطفة من شخص لآخر فلربما بلغت أعلى درجاتها بحيث تطغى على صاحبها فيكون حكمه مقيداً بهواه على ذلك مما هو معهود في العصر الجاهلي من أن الواحد منهم إذا سمع بالمشكلة أخذ موقفاً مناصراً لأحد الطرفين ولو كان ظالماً، ولقد تطورت هذه المشكلة في عصرنا الحاضر فيرى السواد الأعظم منا أن ما يقوله أو يفعله هو الصحيح وما يقوله الآخرون أو يفعلونه باطل، ومهما حاولت اقناعه فلا يزيده ذلك إلا عتواً واستكباراً ولا يكاد يرجع من المئة إلا واحد أو اثنان. ولابد من تضافر الجهود حتى نسهم في القضاء على هذا الداء المستشري في أوساطنا العلمية قبل الاجتماعية. إبراهيم عويض الحربي عنيزة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية