اطلعت على ما نشر في جريدة الجزيرة الصادرة برقم 10643 وتاريخ 3/9/1422ه عن كتابي المجمعة وحرمة من العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر بقلم الدكتور فهد بن عبدالله المزعل، وأود اقولها بصراحة لقد كنت انتظر هذه المقالة وامثالها منذ نشر الكتاب والذي مضى عليه اكثر من ستة اشهر لانها ستنفعني في تصحيح الاخطاء التي وقعت فيها في الطبعات القادمة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان هذه المقالات ستزود الكاتب بمعلومات قد تكون خافية عنه او لم يستطع الحصول عليها بالاضافة إلى ذلك كله ستسهم هذه المقالات في اظهار الحقائق وحصر الاخطاء في زواية ضيقة وخاصة اذا كانت ذات اتجاه سليم في التوجيه الهادف والنقد البناء مما يعود على الكتاب بالفائدة والنفع. وقبل ان ابدأ في التحدث مع أخي الدكتور فهد عن مقالته أحببت أن اخبره عن بعض الأمور التي واجهتها والطرق التي اتخذتها في تأليف هذا الكتاب ليس الا ليكون معي في الصورة وليعرف ما خفي عنه فأقول ان تاريخ اي بلد من البلدان هو في حد ذاته موضوع حساس ومهم يصعب على كثير من المؤرخين الخوض فيه لانه سيقع في احراجات وخاصة اذا كان المؤرخ من أهل البلد فكيف سيتكلم عن بلده وعن جماعته فإن قال الحقيقة غضب من لا يريدون قول الحقيقة وهو ليس في حاجة إلى أن يكسب عداءهم وهو يعيش معهم وان جاملهم فسد تاريخه واهم من ذلك باع ضميره وغش اجيالا قادمة بأخبار غير صحيحة ومن هنا وجدت صعوبة في الحصول على كثر من المعلومات لسببين رئيسيين اولهما عدم مساعدة بعض الناس لي في هذا المجال سواء من الكبار في السن او ممن لديهم وثائق تثبت ما أقول. الامر الاخر رفض من يروي لي اي معلومة تهم هذا الكتاب ان اذكر اسمه كأحد المراجع وهذا الامر ضيع كثيراً من المعلومات التي تمنيت لو دونت لاجل الفائدة ولاجل حفظها من الضياع ولقد فكرت في كتابتها ولو بدون مصدر ولكن تراجعت عن ذلك خوفاً من ان يتهمني القارئ في مصداقيتي اذا لم اذكر المصدر مما يقلل من شأن الكتاب وينقص من فائدته وبالتالي سيكون اجتهادي في غير محله ولقد تأخرت في طبع هذا الكتاب لسنوات عدة كل ذلك من اجل ان اجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الموثقة وحتى بعد فسح الكتاب تأخرت في طباعته ستة أشهر عسى ولعل ان احصل على معلومة او خبر ولكن دون جدوى فقلت في نفسي سأطبعه الطبعة الأولى لعل الناس حينما يرون الكتاب يكون حافزاً في مساعدتي ولكن تجربتي هذه فشلت، حيث وجدت اناساً بدلاً من ان يساعدوني او على الاقل يسكتون صاروا ينتقدون ولم يعلموا ان العمل الفردي تكثر فيه الاخطاء مهما بذل صاحبه من اجتهاد بعكس العمل الجماعي الذي تكثر فائدته وتقل اخطاؤه وأنا اعترف ان هناك اخطاء كبيرة ودفعته في الكتاب وعلى رأسها الطباعة السيئة من الناحية اللغوية والاملائية وكذلك وقوع اخطاء حتى في اسماء بعض الرجال كاسم عبدالله بن عبدالعزيز الشبانه الذي قلب اسمه فصار عبدالعزيز العبدالله الشبانه من هنا ارجع إلى اخي فهد ومقالته التي ذكر فيها ثمانية استدراكات فأقول اولاً: ان نقلي المطول عن سور المجمعة من كتاب محمد بن حمد الهدلق قد اضطررت إلى ذلك حيث لم اجد من يعطيني المعلومات المتوفرة في كتاب الهدلق من اهل البلد وهي معلومات مفيدة. ثانياً: ذكر الدكتور فهد عدم ذكري لامارة محمد بن عبدالعزيز العسكر واستشهد على ذلك بخطاب اطلع عليه وهو موجه من الملك عبدالعزيز رحمه الله الى المذكور في عام 1352ه فأقول لأخي فهد لقد كان لهذه الاسرة الكريمة منزلة خاصة عندي فحرصت ان اجمع اكبر عدد ممكن من المعلومات عن هذه الاسرة وخاصة عن اميرها عبدالله بن ابراهيم بن سليمان العسكر فلم اوفق في ذلك وقد حاولت ان اجتمع بعميد الاسرة وهو بدر بن عبدالعزيز العسكر فتم ذلك في يوم 5/5/1416ه في بيت عمه عبدالعزيز بن محمد العسكر وكانت هي المرة الأولى والاخيرة التي جمعتني بهذا الرجل ولم يشر اثناء حديثي معه الى تولي محمد للامارة وقد اشرت على بدر بأن يسجل ما لديه من معلومات قيّمة لحفظها لانه عايشها وكان قريبا منها وقد كان الوقت ضيقاً حيث غادر المكان بعد ساعة من الزمن فلا ادري هل اخذ بكلامي فأرجو من ابنائه عبر هذه السطور ان كان سجل شيئاً اطلاعي عليه وخاصة عن الامير عبدالله آنف الذكر الذي امتدت امارته في المجمعة وعسير الى خمس وثلاثين سنة من 13151350ه لئلا تذوب اعماله وامارته كما يذوب الملح في الماء. ثالثاً: تطرق الدكتور فهد الى انحراف عثمان بن منصور الديني وراح يستشهد بأقوال العلماء في ذلك وانا اقول لاخي فهد لا داعي الى مثل هذا الكلام لانني لم اتطرق الى دين الرجل وانما الى قضائه في المجمعة ولما قلت في آخر كلامي عنه مدحه ابن بشر وذمه التويجري كان هذا إخبارا للقارئ فقط والدليل على ذلك انني لم ازد كلام ابن بشر لانه من المعاصرين له. رابعاً: اشار الدكتور فهد الى عدم ذكري لعالمين جليلين حسب كلامه من علماء المجمعة في الوقت الحاضر وهما الدكتور عبدالله بن علي الركبان والاستاذ محمد بن احمد الصالح فأقول لأخي فهد لما طبع الكتاب اتصل علي كثير من الناس منهم من يخطئني في عدم ذكر شخص من الناس وفيهم من عتب علي لاني لم اعطه حقه من الترجمة كما يزعم وكثرت الاقوال والآراء وزاد الكلام ولكن خلاصة الكلام ان الكتاب تكلم عن عدة مواضيع وقد حاولت ان يكون الكتاب قليل الاواق كثير الفائدة ما امكنني ذلك وهناك مقولة تقول ما لا يدرك كله لا يترك جله وكم كنت اتمنى ان يطبع كتاب خاص بعلماء المجمعة وهذا ما كنت أفكر فيه الآن ولكن هل يتحقق ذلك ويتساعد معي الجميع لست ادري. اخيراً اشكر اخي فهد على هذه الاستدراكات واتمنى له التوفيق. المؤلف/ عبدالعزيز إبراهيم عبدالله الحقيل المجمعة مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية