حزن وألم.. قتلى ومصابون. جثث وأشلاء متناثرة هنا وهناك الكل يغرق ويسبح ضد الكل قتلى وضحايا لا كاسب ولا خاسر والجميع يدفع الثمن من خلال حصد 200 ألف شخص سنوياً بالدول العربية ووقوع نصف مليون حادث 80% منها يتسبب فيها العنصر البشري. حول الحوادث المرورية وما ينتج عنها من حوادث مدمرة واستنزاف للطاقات البشرية وتدمير للبيئة الأساسية للطرق التي تكلفت المليارات.. صدر مؤخراً كتاب «دماء على الطريق.. قصص وعبر من حوادث المرور» للكاتب صلاح بادويلان. أهدى المؤلف الكتاب إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رجل الأمن الأول وصاحب القلب الرحيم الذي رسخ مفهوم الأمن في شتى ربوع الوطن فأصبح واحة ينعم فيها الجميع بالأمن والاستقرار. يحتوي الكتاب على عشرات القصص المؤثرة والمؤلفة لحوادث المرور من خلال مسح شامل ودراسة متكاملة لحوادث المرور بالوطن العربي عامة وفي المملكة بشكل خاص، أولا في تحديد الداء وعرض الدواء من خلال آراء العلماء والمتخصصين لا يعتمد فيها على السرد لحوادث تحدث يومياً بل تشريح للعديد منها والتركيز على الجانب الانساني لبيان مدى الفداحة والضرر وأخذاً للعظة والاعتبار وقد قسم المؤلف الكتاب إلى عشرة فصولٍ في الفصل الأول من الكتاب عرض للعديد من الأحداث المأساوية مع التركيز على البعد النفسي من خلال مراحل سنية مختلفة. وجاء الفصل الثاني منفرداً بالحديث عن الطرق الدولية التي انفقت عليها المليارات ورغم ذلك مازالت تحصد الأرواح البريئة بسبب كثرة مخالفات سائقيها. الفصل الثالث يدرس حوادث المعلمات التي أصبحت مثار رعب وتمثل كابوساً مؤلماً لكل بيت به معلمة حتى أصبحت الطرق تبتلعهن ويشعرن بالموت ذهاباً واياباً. جاءت الفصول السادس والسابع والثامن متحدثة عن حوادث سريعة متعددة ومتنوعة قصيرة لا تحتمل الشرح لشدة غرابتها. والفصول السابع والثامن والتاسع: تعرض لآراء الجهات المسؤولة وكبار المسؤولين لإلقاء الضوء على الجهد الجبار من قبل العيون الساهرة التي لا تكل ولا تهدأ من أجل راحة وأمن المواطن. أما الفصل العاشر فجاء على هيئة ملف أرشيفي يحوي على عشرات الصور المفجعة والمؤلفة لعلها تكون عظة وعبرة لكل متهور. وقد أسفر الدراسات والأبحاث عن حوادث المرور بأن حصادها مرير. عدد الحوادث في الدول العربية نصف مليون حادث سنوياً 80% منها يتسبب فيها العنصر البشري 5% خلل المركبات والطرقات بنحو 5%. الدول العربية تفقد 20 ألف نسمة سنوياً مما يؤكد أن الانسان سبب رئيسي في وقوعها أما بسبب السرعة أو التجاوز الخاطئ أو عدم التقيد بالسلامة المرورية. حوادث المرور بالمملكة خلفت خلال 10 سنوات أكثر من 35 ألف قتيل وأكثر من 284 ألف مصاب بالمملكة العربية السعودية. ضحايا حوادث السيارات بالسعودية أكثر من ضحايا الحروب والكوارث والأمراض وأثبتت الجهات الرسمية أن السائق يتسبب في 80% منها والطريق عامل ثانوي وانفجار الاطارات عوامل أخرى والسرعة تشكل 43% من الحوادث المرورية يليها قطع الاشارة ثم التجاوز الخاطئ. الكتاب صدر عن مكتبة السعيد بالرياض في 155 صفحة واخرج بثوب قشيب ومتجدد ويحمل بين طياته الكثير من الطرائف والعجائب في الحوادث المرورية لعلها تكون رادعاً لبعض المتهورين.