لا تزال الحوادث المرورية تتصاعد وتيرتها لحصد المزيد من الأرواح، فكم من ضحايا سالت دماؤهم الزكية لتروي الطرقات. مواطنون ومواطنات أطفال ومعلمات ماتوا بسبب التجاوز الخاطىء والتهور في القيادة.. وبالأمس القريب فجعت الأوساط بحادث عقبة ضلع الرابطة ما بين منطقتي عسير وجازان.. حادث مروري مروع لحافلة نقل ركاب تابعة للشركة السعودية للنقل الجماعي إثر ارتطامها بجسر أسمنتي لتهوي من على الكوبري في وادي عتمة حيث يعد هذا الحادث الأخطر وقد تناثرت أشلاء جثث ضحاياه بين الصخور في منظر مأساوي لم تشهد له المنطقة مثيلاً. كل هذا وحوادث السيارات لم تتوقف، وفي كل يوم تطالعنا الأخبار بضحايا جدد لحوادث مفجعة، فإلى متى يستمر هذا المسلسل الدموي؟! ومحصلة التقارير تشير إلى ارتفاع معدلات الوفيات في الأعوام الماضية فقد وصلت في عام 1427ه إلى (5883) حالة وفاة بواقع 21 حالة وفاة لكل ألف حادث حيث وصل عدد الحوادث المرورية في ذلك العام إلى (283684) حادثاً مرورياً، كما أوضح التقرير أن إجمالي الحوادث الجسيمة التي نجمت عنها وفيات بلغت (25386) حادثاً مرورياً، بينما بلغت نسبة الحوادث البسيطة دون إصافات أو وفيات (258262) حادثاً. مكةوالشرقية على رأس القائمة وحسب التقرير تمثل منطقة مكةالمكرمة أعلى مناطق المملكة في الحوادث الجسيمة، تليها المنطقة الشرقية، كما تتساوى في النسبة كل من تبوكوالرياض. أما بالنسبة للحوادث البسيطة فتحافظ منطقة مكةالمكرمة على أعلى معدل، فالشرقية ثم الرياض وقد أعزى التقرير تراجع نسبة الرياض إلى التطبيق الصارم والتنفيذ الجيد للحملات المرورية بها خاصة فيما يتعلق بالسرعة وقطع الإشارات الضوئية. الشهور الأكثر دموية وأشار التقرير إلى زيادة عدد الحوادث المرورية خلال أشهر شوال وذي القعدة وجمادى الأولى سنوياً كما تركزت الحوادث في شهر محرم حيث تراوحت نسبة الحوادث فيه بين 7.8% و8.6% وأرجع التقرير ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في شوال وذي القعدة إلى اشغال شبكة الطرق خاصة الخارجية منها والتي تربط بين المناطق لاسيما مع توافر أعداد هائلة من السيارات الأجنبية القادمة من الخارج في موسم الحج، معتبراً أن شهر رمضان هو أكثر الشهور حوادث حيث ترتفع فيه أعداد الوفيات يليه ذو الحجة ثم شوال. يوم الأربعاء هو اليوم الأخطر ويرى التقرير أن أكثر الحوادث المرورية تركزت في يوم الأربعاء نهاية الأسبوع في جميع مناطق المملكة حيث بلغ مجموعها خلال العام السابق (46244) حادثاً مرورياً بنسبة (16%) يليه يوم السبت (42130) حادثاً مرورياً بنسبة (15%) بينما أقل الحوادث هو يوم الجمعة بمقدار (32317) بنسبة (11%) وقد لوحظ أن أيام الأسبوع من السبت وحتى الخميس تكون الحركة المرورية في ذروتها مما يؤدي إلى انخفاض الحوادث يوم الجمعة. وأفاد التقرير بأن معظم الحوادث المرورية تقع نهاراً كما أن الحوادث داخل المدن أكثر منها خارج المدن مع الأخذ في الاعتبار خطورة حوادث خارج المدن وعند مداخلها نظراً لما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة ينتج عنها العديد من الإصابات والوفيات. وقد بين التقرير أن سبب معظم الحوادث المرورية على مستوى العالم يعزى إلى وجود خلل في أحد مكونات المعادلة المرورية وهي (المركبة، الطريق، السائق) كما أن الأخطاء البشرية تمثل المحور الذي تدور حوله حوادث السير، إذ تشكل الأخطاء البشرية حوالي (80%) بينما خلل المركبة وعوامل الطريق يشكلان (20%). أخطاء القيادة تحت 4 فئات ويصنف التقرير أخطاء القيادة تحت أربع فئات هي (المخالفات المرورية وسوء الاستخدام للمركبة، وسوء التخطيط أثناء القيادة وعدم التقيد بأدبيات القيادة السليمة) وتعد المخالفات المرورية من أسوأ وأخطر أنواع الأخطاء التي يرتكبها السائق الذي يتجاهل أنظمة وتعليمات المرور، غير أن السبب الرئيسي في الحوادث ولا يزال هو السرعة الزائدة إضافة إلى عدم التقيد بإشارات المرور. ويلاحظ أن الحوادث المرورية التي تقع نتيجة السرعة الزائدة ما زالت تشكل أهم الأسباب للحوادث المرورية فأكثر من ثلث عدد الحوادث يكون بسبب السرعة الزائدة، كما لفت التقرير إلى انخفاض عدد حوادث السرعة الزائدة في العام الماضي 1427ه مقارنة بالسنوات السابقة له تبعه أيضاً انخفاض في عدم التقيد بإشارات المرور مما اعتبره التقرير نجاحاً للحملات المرورية في بالرياض. وفصّل التقرير عدد المتوفين والمصابين من ا لجنسين لعام 1427ه حيث بلغت نسبة وفيات الذكور جراء الحوادث المرورية 85% بينما بلغت نسبة الإناث 15% أيضاً تصدرت منطقة مكةالمكرمة أعلى النسب، كما يلاحظ أن أعمار المصابين من الحوادث المرورية تتراوح ما بين 18 و29 سنة وأن نصف عدد المصابين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وهو ما يدل أن الشباب في مقتبل العمر هم الأكثر عرضة للإصابات من الحوادث المرورية بالمملكة. أيضاً يلاحظ أن السيارات الصغيرة تمثل أكثر الأنواع اشتراكاً في الحوادث المرورية. ولفت التقرير إلى تفوق نسبة حوادث المتعلمين بالمقارنة مع الأميين بنسبة 91% للمتعلمين إلى 9% للأميين. وقد بلغت حوادث جدة المرورية أكثر من 120 ألف حادث خلال عام واحد. كان نصيب السعوديين منها 64547 حادثاً والمقيمين 62015 حادثاً. وعموماً فإن عدد الحوادث المرورية حسب دراسة أصدرتها اللجنة الوطنية لسلامة المرور خلال العشرة أعوام الماضية بلغ أكثر من مليون حادث مروري بالمملكة شكل السائق الوافد نسبة 40% من مرتكبي الحوادث.